عندما تم تنويمه في المستشفى، والحديث لابنه خالد، كان يصلي جالسا وكنت أقرأ عليه القرآن ويرد علي الآيات، وكنت أحيانا أتعمد أن أخطئ حتى اختبره لكنه كان يرد علي، وظل على هذه الحالة أربعة أشهر كنا أنا وأخوتي نتناوب على مرافقته في المستشفى. وفي آخر أيامه كان يتحدث عن الماء والمسجد والنخيل، ثم يغيب عن الوعي فترة ويصحو أخرى يسأل فيها عن صلاته فنخبره بأنه صلى. ويلتقط أحمد، وهو أصغر الأبناء طرف الحديث ويكمل «في ساعته الأخيرة كان يغيب عن الوعي قليلا ثم يصحو، ويوصيني بأن أبلغ أخوتي بأن لانفترق وأن نخصص يوما نجتمع فيه، وأوصانا بقوله: وصيتي لكم أختكم هيفاء، التي كان يحمل همها لأنها أصغر بناته ولم تتزوج بعد»، ويستكمل أحمد «بعدها ضاق تنفسه وقرر الأطباء تركيب أجهزة التنفس الاصطناعي، وعندما كانوا يحاولون إدخال أنبوب التنفس في فمه صدح بصوت سمعه الجميع، قائلا :أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وذهب في غيبوبة وتم نقله إلى العناية المركزة إلى أن فاضت روحه إلى بارئها».