بينت ل «عكاظ» الفائزة الثانية في انتخابات عضوية مجلس نادي الجوف الأدبي إلهام عقلاء البراهيم، أن النظرة النمطية للمرأة المثقفة في أنها امرأة متحررة «ظلمتها كثيرا»، مشيرة إلى أن فوز امرأتين في انتخابات نادي الجوف «دليل على ثقة المجتمع بالمرأة في المنطقة». ورأت البراهيم أن فوز المرأة في منطقة الجوف رغم تضييق الخناق الاجتماعي عليها، دليل على أن المرأة في المناطق الباقية ستحقق فوزا أكبر في انتخابات مجالس الأندية الأدبية. واعتبرت في حديثها ل «عكاظ» أن المرأة المثقفة غير مؤهلة في الوقت الحالي لرئاسة الأندية؛ لظروف عديدة تقف في طريقها، لكنها عادت لتؤكد أن المرأة قادرة على خدمة مثقفات منطقتها بالشكل الملائم، جاء ذلك في حوار خاص أجرته معها «عكاظ» فإلى التفاصيل: * بداية ماهو سبب ترشيحك لنفسك في انتخابات مجلس إدارة النادي؟ - رشحت نفسي لأني أثق بقدرة المرأة الجوفية في كسب الرهان، كما أنني أستطيع أن أخدم النادي بما يرفع مستوى المحافظة والمنطقة بشكل عام. * بصراحة هل كنتِ تتوقعين الفوز في ظل التكتلات الحاصلة في النادي؟ - حقيقة كنت أتوقع الفوز، وكان توقعي أن يحظى بالفوز اسم واحد على الأقل، والحمد لله أن السيدتين اللتين رشحتا نفسيهما استطاعتا الفوز، وهو أمر إيجابي. * هل يعني هذا أن الصورة النمطية عن المرأة المثقفة في الجوف تغيرت؟ - أتمنى ذلك، والمشكلة الأكبر أن هناك صورة نمطية ارتبطت زمنا طويلا بالمرأة المثقفة في أنها امرأة متحررة أو متمردة على المجتمع. * ما رأيك في منع الوزارة النساء من الترشح لعضوية مجلس الإدارة ثم عودتها عن القرار خلال يومين؟ - الوزارة أعلم بما تقدمه، وبالتأكيد كان هذا القرار أو سواه ملائما للمنطقة وللمجتمع بشكل عام في فترة زمنية معينة. * هل المرأة المثقفة مهيأة لتصبح رئيسة في الأندية الأدبية، أم أن الوقت ما زال مبكرا؟ - في اعتقادي نعم مازال مبكرا، ولا أقصد التشكيك في قدرة المرأة، ولكن هنالك مسببات تجعلها بعيدة عن كرسي الرئاسة، منها حضور محاضرات أو عقد جلسات ومناقشات خارج المنطقة، وبالتالي يلزم أن يكون معها فرد من عائلتها، وهذا صعب نسبيا في كل مرة. * بماذا تعدون مثقفات المنطقة، وما أبرز الأفكار التي تحملونها وتريدون تطبيقها خلال عضويتكم في المجلس؟ - نعدهن بأن نمثل أصواتهن ومطالبهن، فنحن لم نوضع في هذا المنصب كي نحتكر المقاعد لأنفسنا، بل إن كل مثقفة تشاركنا هذا المقعد وهذا المنصب. أما أبرز الأفكار التي في جعبتي فهي استقطاب أكبر عدد من الشريحة المثقفة النسائية، وبناء الأفكار الصالحة داخل هذه المنطقة، وتعزيز صورة أن النادي الأدبي هو مقر لتجمع المثقفين والأدباء، وأنه لم يوجد إلا من أجل خدمة هذه الفئة. * القبيلة هل هي عائق عن الانفتاح الثقافي؟ - ليست القبيلة، ولكن بعض أفراد هذه القبيلة. * هل تتوقعين فوز النساء في باقي انتخابات الأندية؟ - نعم، فبما أن المرأة في الجوف قد نجحت بالرغم من تضييق الخناق الاجتماعي عليها. فبالتأكيد أن المرأة المثقفة في المدن الأخرى مؤهلة للفوز بنسبة أكبر. * ماذا يعني فوز سيدتين في انتخابات نادي الجوف؟ - إنجاز رائع، ويدل على نجاح المرأة، وثقة الناخبين في أنها قادرة على الإنجاز والوصول إلى مستوى الطموح. * كلمة أخيرة؟ - كلمة أوجهها لمن يتعمدون إثارة المشاكل، أقول لهم إن الشاعرة الخنساء ألقت شعرها أمام الرسول (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) وبحضرة الصحابة، ولم ينكر عليها الرسول ذلك، ونحن موجودون في النادي لنشر الثقافة في مدينتنا. وأقول لهم إن النجاح لم يعد مقصورا على الرجال فقط. فالقسم النسائي في النادي الأدبي له بوابة خارجية مستقلة، ولا يوجد أي نافذة تطل على القسم الرجالي، وجميع تعاملنا بشكل رسمي وواضح، ولولا ثقة أهلنا بنا وبما نقدمه لما دفعونا للأمام، وكل إناء بما فيه ينضح. كما أود هنا أن أشكر كل من دعمني ومنحني صوته، وأشكر صحيفة «عكاظ» على إجراء هذا الحوار.