سيطر التربويون والإعلاميون على مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي بنسبة تصل إلى 80 في المائة، وذلك في الانتخابات التي جرت البارحة الأولى. وفاز عشرة أعضاء، منهم: ثمانية معلمين ومعلمات ومديري مدارس ومديري إدارة تعليم في الانتخابات، فيما ذهبت رئاسة النادي للأكاديمي الوحيد الدكتور محمد علي الصالح المحاضر في جامعة الجوف، وكان لرجال أعمال منطقة الجوف حضورا من خلال خالد العيسى الذي اختير مديرا إداريا للنادي. وشهدت الانتخابات فوز أربعة إعلاميين يعملون في الصحف المحلية كمتعاونين في خطوة قد تكون دعامة كبيرة لمجلس الإدارة الجديد من خلال تكريس نشاطاته إعلاميا. اللافت في الانتخابات فوز رجل وزوجته ودخولهما مجلس الإدارة الجديد، في خطوة هي الأولى على مستوى الانتخابات في المملكة ليكون أول زوجين يفوزان في انتخابات تشرف عليها جهة رسمية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام، حيث فاز ثامر بن عودة الكريع المحيسن بكرسي نائب الرئيس وزوجته فهدة حسن الجوفي بعضوية مجلس الإدارة بعد أن جمعت 40 صوتا. وكانت نسبة النساء الفائزات في الانتخابات 100 في المائة، حيث اقتصرت الترشيحات النسائية لعضوية مجلس الإدارة على السيدتين فهدة الجوفي وإلهام البراهيم اللتين حققتا الفوز بعضوية المجلس، فيما تقدم 20 رجلا فاز منهم ثمانية فقط. وتم قبول 132 عضوا في الجمعية العمومية منهم ثماني سيدات، ولم يحضر في الانتخابات سوى 110 أعضاء لم تغب فيهم أية امرأة بينما غاب عند الرجال 22 مرشحا. وكسر فوز السيدتين وباقي أعضاء مجلس الإدارة التكتل الذي شكله بعض المنتسبين للجمعية العمومية، حيث أدى تغيب بعضهم وعدم قبول الآخرين إلى إضعاف تأثيرهم ليحل بعضهم في مقاعد الاحتياط. وشهدت الانتخابات فوز أحد الأعضاء الذين غابوا في ليلة انتخاب المجلس الجديد وهو إبراهيم خليف سطام الذي كان يعمل مديرا سابقا للتعليم وحصد 51 صوتا في الانتخابات، بل إنه حصد أصواتا في اجتماع اختيار الرئيس ونائبه كونه من الشخصيات المحبوبة في المنطقة، وقدم إبراهيم السطام خطاب اعتذر فيه لوكيل الوزارة عن الحضور لظروفه الخاصة. ومن المتوقع أن تشهد نتائج الانتخابات اعتراضات وجدلا كبيرا حيث قام أحد من رشحوا أنفسهم للجمعية العمومية برفع خطاب تظلم لوزير الثقافة والإعلام بحجة استبعاده من الجمعية العمومية كونه لا تنطبق عليه الشروط، إضافة لبعض الاعتراضات الأخرى من بعض الأعضاء الذين أبدوا استياءهم من النتائج. وأوضح ل «عكاظ» مدير الأندية الأدبية عبدالله الكناني أن من تم استبعادهم لم تنطبق عليهم الشروط أو لم يحضروا للانتخابات أصلا، مبينا أن الانتخابات سارت على ما يرام ووسط أجواء سلسة. وأبدى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في تصريح ل «عكاظ» سعادته البالغة بنجاح التجربة الانتخابية الثانية في نادي الجوف بعد نادي مكة، مشيرا إلى ارتفاع الوعي الانتخابي لدى مثقفي ومثقفات المملكة، ودلل على ذلك بفوز سيدتين من نادي مكة وسيدتين من نادي الجوف، مما يعني تغير الصورة الموجودة عند البعض بعدم أحقية المرأة بالمشاركة والفوز في الانتخابات، لافتا إلى أن السيدات الفائزات يشكلن رافدا قويا للحركة الثقافية النسائية في المنطقة، مطالبا إياهن بأن يكن عند حسن ظن من انتخبوهن. ودعا الحجيلان مجلس الإدارة المنتخب إلى الانفتاح على المجتمع ومواصلة ما بدأته مجالس الإدارة القديمة، وذلك لما يخدم الثقافة والأدب في منطقة الجوف، وأوضح الحجيلان أن الانتخابات المقبلة ستكون في نادي حائل الأدبي بعد أسبوعين من الآن، متمنيا أن تحظى باقي الانتخابات بنجاحات مماثلة لما حصل في مكةوالجوف. وحول من يعزم الطعن في نتائج الانتخابات قال الحجيلان «يحق لهم تقديم اعتراضاتهم خلال أسبوع من الآن كما نصت عليه اللائحة للنظر فيها»، ونفى الحجيلان وجود أي طعن حول نتائج انتخابات نادي مكة، مؤكدا أنه سيصدر قرار رسمي بتثبيت المجلس المنتخب ليبدأ ممارسة أعماله بشكل رسمي في النادي. يشار إلى أن الانتخابات في أدبي الجوف شهدت حضورا مميزا تمثل بوكيل إمارة الجوف أحمد آل الشيخ، وممثل الإمارة في الانتخابات الدكتور محمد الحيزان، وممثل المثقفين الأديب الدكتور سلطان البازعي والمستشار القانوني الدكتور عبدالرحيم باوزير وغيرهم من الأسماء المميزة. وعقب نهاية الانتخابات أقام مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الجوف الدكتور نواف الراشد مأدبة عشاء لوكيل الوزارة والوفد المرافق والمجلس المنتخب بحضور رئيسي نادي الجوف السابقين الدكتور عبدالرحمن الدرعان، وإبراهيم الحميد، تخلله جولة في أحد المتاحف التي أبرزت ملامح منطقة الجوف التراثية.