استبشرت المثقفات والأديبات خيرا عندما أعلنت وزارة الثقافة والإعلام تراجعها عن قرارها بمنع المرأة من الترشح في انتخابات الأندية الأدبية عقب التقرير الذي نشرته «عكاظ» وأعلنت فيه النساء انسحابهن من الجمعيات العمومية في الأندية. واكتملت فرحة المثقفات بفوزهن بمقعدين من أصل عشرة في أول اختبار حقيقي لهن في انتخابات مجلس إدارة نادي مكة الثقافي، حيث فازت الدكتور هيفاء فدا والناقدة أمل القثامي، لتأتي المرحلة الثانية والتي كانت في منطقة الجوف حيث سادت تخوفات كبيرة من قبل المثقفات بعدم قدرتهن على الفوز في ظل أنباء عن تكتلات قبلية ذكورية ستمنع المرأة من الوصول مجددا، غير أن السيدتين الوحيدتين المرشحتين بددتا هذه المخاوف وفازتا بالانتخابات لتكرر فهدة الجوفي وإلهام البراهيم نجاحات فدا والقثامي. قطار الانتخابات السريع ما زال يسير باتجاه 14 ناديا آخر لتظهر تخوفات جديدة من تكتلات تفشل وصول المرأة إلى مجالس الأندية، وتخوفات أخرى من تحول المرأة لمجرد ديكور في مجالس الإدارة وطغيان الهيمنة الذكورية عليها. القاصة شيمة الشمري أبدت تخوفها من تكتلات رجالية تمنع المرأة من الوصول إلى الأندية خصوصا في نادي حائل الذي رشحت نفسها فيه، وأضافت «أن مسألة تحول المرأة لمجرد ديكور من عدمه مبني على المرأة نفسها فإذا كانت قوية وصاحبة قرار وتملك الرؤية والشجاعة على إبداء آرائها والحضور القوي فإنها ستكون عنصرا فاعلا في مجالس إدارات الأندية، أما إذا استكانت واستسلمت فإن ذلك قد يحولها للتبعية الذكورية دون أن يكون لها الدور المأمول التي تنتظره مثقفات كل منطقة». ولفتت الشمري إلى أن وزارة الثقافة والإعلام تدعم المرأة المثقفة ويبقى الدور على المرأة في تثبيت حضورها، فالتقصير سيكون منها في حال عدم فعاليتها في المجالس، واستشهدت الشمري بكلام وكيل وزارة الثقافة الدكتور ناصر الحجيلان عندما تمنى فوز خمس سيدات في الأندية، مما يعني أن الوزارة تريد أن يكون للمرأة دور فاعل في المجالس. وأشارت الشمري إلى أنها ستمضي بترشيح نفسها وستعمل دون كلل أو ملل لخدمة الثقافة والأدب ولن تنظر لمحاولات الوعود الوهمية أو المناورات التي تسعى لتطفيش المرأة. وفي سياق متصل، توقعت السيدتان الفائزتان في انتخابات نادي الجوف فهدة الجوفي وإلهام البراهيم أن تفوز المرأة المثقفة في انتخابات الأندية الأدبية ال 14 المتبقية، ودلتا على ذلك بفوزهن في انتخابات نادي الجوف رغم تضييق الخناق عليهن، إلا أنهما تريان أن المرأة ليست مهيأة لرئاسة الأندية الأدبية في الوقت الحالي، مما يعني أنه اعتراف ضمني منهما أن المرأة ما زالت ضعيفة وأن دخولها لمجالس الإدارة لن يكون إلا خطوة وحافزا لها في السنوات المقبلة، مما يعزز رأي البعض بأن المرأة الفائزة لن تكون سوى تكملة عدد في مجالس الأندية الأدبية. من جهته، أكد رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي المنتخب الدكتور أحمد بن نافع المورعي الذي يمثل التيار المتدين أن المرأة سيكون لها حضورها الفعال في النادي، وأنها لن تمنع ولن تكون مجرد تكملة عدد، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أعلن أن المرأة سيكون لها استقلاليتها التامة في إقامة أنشطتها وفعالياتها دون وجود أية هيمنة ذكورية تمنعها من ذلك ما دامت متلزمة بالشرع، إلا أن كلام المورعي النظري في رأي بعض المثقفات بحاجة لاختبار عملي يثبت صحة ذلك. وأكدت الجهة الرسمية المشرفة على الأندية متمثلة بوزارة الثقافة والإعلام دعمها الكامل للمرأة بالوصول والفوز والمشاركة الفاعلة، فلم يخف وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان رغبته في وصول سيدات أكثر إلى مجالس الإدارة في الأندية، ولكنه يشدد على أهمية تمثيل جميع شرائح المجتمع في المنطقة التي يقع فيها النادي لتتحق الفائدة المرجوة، معتبرا فوز المرأة من ضروريات هذا التنوع. وأبدى الحجيلان سعادته بفوز أربع سيدات في ناديين، ورأى أن هناك راحة تجاه مجالس الإدارة المنتخبة من جميع الفئات. ورمى الحجيلان الكرة في ملعب النساء في مسألة فوزهن بمزيد من المقاعد في انتخابات الأندية المقبلة، مبرئا ساحة الرجال قائلا «على المرأة أن تكون أكثر شجاعة وترشح نفسها في الانتخابات، فالرجال ليس لديهم مشاكل ولا يمانعون في وصول المرأة كما يشاع، فالمشلكة ليست لدى الرجال وإنما المرأة عليها أن تكون أكثر ثقة وترشح نفسها حتى تفوز وتخدم أخواتها المثقفات والأديبات في جميع مناطق المملكة»، مؤكدا أن النخب الثقافية الرجالية سيفرحون وسيرحبون بفوز أية سيدة في الانتخابات المقبلة.