مع اقتراب ساعة الحسم قصاصا أو عفوا لم يستسلم المحكومون بالقتل لليأس وضياع الأمل فخاضوا تجربة الأمل في الحياة وانصرفوا إلى وظائف ومهمات حياتية تكفل لهم استمرار في بوابة الغد برواتب مناسبة يتقاضونها من مقار أعمالهم، هي تجربة عاشتها «عكاظ» مع المحكومين بالقصاص في سجن الدمام، حيث استقبلتهم المنطقة الصناعية في عمق السجن وشاركتهم الأمل برواتب تصل إلى 1500 ريال في الشهر، فانخرطوا في واجباتهم اليومية في انتظار ما تسفر عنه مقبل الأيام.. أما إلى ساحة القصاص ومفارقة الحياة بأمر السيف.. أو إلى الدنيا الجديدة بعد نيل عفو أولياء الدم، وبين الخيارين ثالث قد يمتد إلى سنوات لحين بلوغ ورشد قصر المقتولين. مدير عام السجون في المنطقة الشرقية العميد عبد الله البوشي أوضح ل«عكاظ» أن الأنظمة لا تمنع عمل السجناء المحكومين بالقصاص حتى بعد البت في قضاياهم من المحاكم، فهناك عدد من من حكم عليهم لا يتم التنفيذ بحقهم لأسباب متعددة أبرزها بلوع ورشد القصر، ربما يستمر الإرجاء لسنوات وعلى ذلك فإن إدارة السجون تتيح لهم فرصة العمل في مهن متعددة، منهم من يعمل في ورش النجارة بأجر شهري مناسب. أحد المحكومين قال ل «عكاظ».. لم أفقد الأمل في الحصول على عفو من أسرة القتيل، وإلتحاقي بوظيفة داخل السجن يأتي من باب الأمل المشرع على الاحتمال السعيد، وأن فرج الله يأتي في أي وقت، انهماكي في الوظيفة والمواظبة فيها شغلني عن التفكير في الحكم الذي قد ينفذ في أية لحظة». يذكر أن الإدارة العامة للسجون تنفذ برامج متنوعة خاصة بالسجناء أثناء قضاء محكومياتهم ومن أهمها، المناصحة، التوعية الدينية والاجتماعية، برامج التدريب المهني في عدد من المهن مثل النجارة، الحدادة والكهرباء.