سجلت آخر إحصائية للسجون في المملكة أن 10 آلاف و649 سجيناً استفادوا من "برنامج الخلوة الشرعية"، خلال عام واحد؛ وفقا لإحصائية عام 1429. وتشترط لوائح المديرية العامة للسجون أن يتمتع بعض السجناء ممن يتحلون بحسن الخلق والانضباطية داخل السجن؛ حتى يمكنهم الاستفادة من نظام الخلوة الشرعية. ويشير التقرير – الذي إلى بداية تطبيق هذا البرنامج منذ 22 عاما؛ بناء على قرار وزاري، حظي بأصداء واسعة على كافة المستويات؛ بعدما تفرّدت المديرية العامة للسجون بهذا البرنامج الإنساني والإصلاحي على مستوى العالم. ويصف التقرير أن تجربة "الخلوة الشرعية" بالمملكة رائدة، عملت على تحسين سلوكيات السجناء والحفاظ على روابطهم العائلية، وعملت "السجون" - من خلالها- على تمكين السجناء ذوي السيرة الحسنة من الخلوة الشرعية بزوجاتهم "مكافأة لهم"؛ بسبب استقامتهم واحترامهم للأنظمة المعمول بها داخل السجن، كما يدعم نظام "الخلوة" توثيق واستمرارية التواصل والترابط العائلي. ويشير التقرير إلى بناء "السجون" لوحدات سكنية خاصة ب"الخلوة الشرعية"؛ وصممت بطريقة تراعي خصوصية العلاقة الأسرية للسجين، وتم تأثيثها بأرقى أنواع الأثاث المنزلي، تُتيح من خلالها فرصة الاختلاء الشرعي بين السجين وزوجته مرة كل شهر لمدة ثلاث ساعات. ويُمنح متعدد الزوجات فرصتين للخلوة خلال الشهر الواحد -على أقل تقدير- لكن لا تزيد عن أربع مرات. ويُفصل التقرير، لافتا إلى تعدي نظام "الخلوة الشرعية" أسوار الإصلاحيات إلى خارجها، وهي تتعلق بالسجناء الذين لا تقل محكوميتهم عن سنة واحدة وأمضوا نصف المدة؛ ويُمنح السجناء خلالها مدة لا تزيد عن 24ساعة في حال كان أهله من قاطني نفس المدينة التي توجد فيها الإصلاحية، فيما يمنح السجناء الذين يقيمون خارج المدينة 72ساعة؛ حتى يتمكنوا من قضاء وقت أكبر مع أسرهم والوفاء باحتياجاتهم. وذكرت "السجون" في تقريرها أن دعمها لمثل هذه البرامج يهدف إلى تفعيل المهام والوظائف المناطة بها؛ بتغيير النظرة القاصرة التي ترى أن مسؤولياتها تنحصر في العقاب والحرمان من الحرية وتغليب مبدأ التعامل السلبي مع السجناء باعتبار أنهم أشخاص خارجون عن النظام. وأشارت إلى ما بذلته من جهود في محاولة تغيير هذا الواقع، ورأت أن هذا التوجه نحو تطوير العمل الإصلاحي هو السبيل لبناء صور ذهنية إيجابية عن السجون والعاملين بها والذين لا يألون جهدا في سبيل استصلاح السجناء وتقديم كافة أنواع الرعاية والاهتمام لهم. ويأتي ذلك، في إطار توجهها إلى تحقيق أعلى مستويات التميز في خدمة المجتمع؛ بدءاً من إصلاح السجناء، الذين يمثلون فئة خاصة بأمس الحاجة إلى الدعم والاهتمام ، حيث حققت السجون قفزات نوعية حققت لها الريادة مقارنة بغيرها من السجون على مستوى العالم ، ويلمس ذلك من خلال اعتماد إنشاء مدينة صناعية داخل إصلاحية الحائر هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، إضافةً إلى غير ذلك من المشاريع والأفكار المبتكرة لتطوير العمل الإصلاحي للإمكانات التي توفرها الدولة لمختلف القطاعات الأمنية عامة والسجون بالتحديد والدور الإنساني والاجتماعي والوظيفي الذي يقوم به العاملون في السجون والطموحات الكبيرة والرؤية البعيدة التي تعمل في إطارها ومن خلالها المديرية العامة للسجون. كما تعمل "السجون على تعزيز الوعي الاجتماعي للسجين والذي يترك أثرا إيجابيا على نفسيته مما ينعكس على سلوكه سواء أثناء قضاء محكوميته أو بعد خروجه من الإصلاحية، حيث يشير التقرير إلى انضمام 5 آلاف و920 سجيناً من مختلف سجون المملكة لجماعات الوعي الصحي والاجتماعي؛ يستفيد منهم 8 آلاف و228 سجيناً. وفيما يتعلق بعدد البحوث الاجتماعية التي تم إجراؤها على السجناء في مختلف سجون المناطق تمثل 6541 بحثاً اجتماعياً. ويشير التقرير إلى توجه "السجون" إلى إكساب السجناء مهارات تعينهم على شغل أوقات فراغهم خلال قضاء محكومياتهم من خلال برامج التأهيل والتشغيل، تساعدهم تلك البرامج على إيجاد وظائف بعد خروجهم، لذا فقد استفاد منها ألف و312 سجيناً خلال عام 1429 أثناء قضاء محكومياتهم؛ وشملت تلك البرامج بعض المهن والحرف، وبما يتناسب مع رغباتهم وإمكاناتهم بهدف إشغال وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، إضافةً إلى إكسابهم مهارات خاصة تعينهم على إيجاد وظيفة ملائمة بعد قضاء فترة محكومياتهم، وتتمثل هذه المهن في "النجارة، السباكة، ميكانيكا السيارات، اللحام، السمكرة والحدادة، التبريد والتكييف، الحاسب الآلي، الخياطة، الحلاقة، الإلكترونيات، الكهرباء"، وذلك على النحو التالي: عدد المنخرطين في برنامج النجارة في مختلف سجون المملكة 150 سجيناً، ويمثل عدد المتدربين في برنامج السباكة 106 سجناء، ويمثل عدد المتدربين في برنامج ميكانيكا السيارات 142 سجيناً، أما برنامج اللحام فعدد المتدربين 86 سجيناً، وبرنامج السمكرة والحدادة فعدد المتدربين 29 سجيناً، وبرنامج التبريد والتكييف فعدد المتدربين 62 سجيناً، وبرنامج الحاسب الآلي فعدد المتدربين 392 سجيناً، وبرنامج الخياطة فعدد المتدربين 90 سجيناً، وبرنامج الحلاقة فعدد المتدربين 11 سجيناً، وبرنامج الإلكترونيات فعدد المتدربين 73 سجيناً، وبرنامج كهربائي المباني فعدد المتدربين 171 سجيناً. وتدخل البرامج الرياضية أيضا ضمن منظومة الترفيه وتنمية مهارات السجناء، ويؤكد التقرير تركيز "السجون" على هذه النوعية من البرامج لإيمانها التام بأهمية الجانب الرياضي في إشغال وقت فراغ السجناء وتنمية مواهبهم الرياضية ومن المجالات الرياضية التي تُنظم داخل السجون "كرة القدم، كرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة وغيرها من الألعاب المعروفة". ويمثل عدد المنضمين في البرامج الرياضية خلال عام واحد في جميع مناطق المملكة، 181 ألفاً و460 سجيناً، وفق الآتي "نشاط كرة القدم 33778 سجيناً، نشاط كرة الطائرة 31380 سجيناً، نشاط كرة السلة 6057 سجيناً، نشاط كرة اليد 2757 سجيناً، نشاط تنس الطاولة 13283 سجيناً، نشاط البلياردو 10987 سجيناً، نشاط شد الحبل 11329 سجيناً، نشاط التمارين اللياقية 21433 سجيناً، ونشاط لعبة البيبي فوت 11523 سجيناً".