بعد 11 سنة قضاها في السجن، وبعد اقتراب السيف من رقبته مرتين، تكللت مساعي الصلح للتنازل عن السجين المحكوم بالقصاص يحيى علي المجربي، بالنجاح بعد عفو أولياء الدم عنه في جيزان أمس الأول. وكان المجربي قد أدين بقتل ابنة عمه، عام 1998، وهو في ال 18 من عمره. وحكم عليه بالقتل قصاصا في ذلك الحين، وحُدد موعد لتنفيذ الحكم. وفي يوم التنفيذ وفيما كان المجربي على بعد ثوانٍ من الموت، أعلن أولياء الدم عفوهم عن قتله، بشرط بقائه في السجن مدى الحياة. لكن الجهات القضائية العليا رفضت تسجيل التنازل ولم توافق على شرط ذوي الدم باستبدال حكم القتل بالسجن المؤبد. فأعيدت محاكمة المجربي ثانية وحُكم عليه من جديد بالقتل قصاصا وصدّق الحكم من التمييز، وبعد تحديد موعد التنفيذ، وإثر مساعي الصلح التي قامت بها لجنة إصلاح ذات البين بإمارة جيزان، قرر أولياء الدم العفو عن قريبهم وقاتل ابنتهم مرة أخرى، بشرط تغريبه عن جيزان طوال حياته وعدم دخوله المنطقة أبدا لأي سبب. وتم تسجيل التنازل وأطلق سراح السجين المجربي أمس من عنبر 6 بسجن جيزان العام. وقال علي بن موسى زعلة رئيس لجنة رعاية السجناء بجيزان، إن السجين كان مثاليا وملتزما طوال فترة سجنه وكانت له مشاركات في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في مجتمع السجن، وتلقى زملاؤه السجناء خبر التنازل عنه باحتفالية كبيرة بمقاسات السجن.