منذ أن ولجت باب ساحة الشعر والمفاهيم تسوغ على حسب المطلوب؛ فمن نريد أن نضلله نتهمه ب «السرقة»، ومن نريد أن نمدحه نعنون له ب «الاقتباس». ومن نرغب أن نكون من شيعته ندافع عنه، ومن نرغب أن يكون خارج الدائرة نكيل له. التهمة تلو الأخرى؛ فمن عجائب الساحة أنها تنتقص شاعرة ما، وترفع من قدر شاعرة أخرى. وليس ذلك من مجال مقالتي بل هو ممن الشيء بالشيء يذكر. وبما أنني ممن يقرأ ويتأمل ويعبر بصوت مسموع فلاشك أنني ممن حالفها الحظ وما برحت دائرة الاتهام تلك؛ ولأن الساحة حملت من الآثام أكثر مما يجب، والعيب ليس بها بل ممن ينتسب لها ويجيز ما يتفق مع ميوله وأهدافه وما زلنا في عصر «إن سرق الشريف تركوه». ولأنني افترض بالاقتباس وضع الأقواس فيما ليس هو من بوح الشاعر فلذلك أرى أن كل شخص تسول له نفسه وضع فكرة ما لا تمت لتوارد الأفكار كما نتبين من خلال تواريخ النصوص المنشورة فإنني أعلن أنها «سرقة» في وضح النهار، فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر!