بين تذوق معتمرين ومواطنين للأسواق الفاخرة وحنين آخرين لعبق الماضي تتناثر صور مشاهد التسوق حول الحرم المكي، بعد إزالة آخر أسواق العاصمة المقدسة التاريخية وهو سوق الغزة القديم الذي ظل لأكثر من 50 عاما ملتقى المكيين من البادية والحاضرة إضافة إلى قاصدي بيت الله الحرام. والواقع أنه وعلى رغم أن أسواق مكة القديمة مثل الجودرية، القشاشية، سوق الليل، الشبيكة، وريع الرسام أزيلت لصالح التوسعة وحلت محلها «المولات»، استمرت «البضاعة» هي البضاعة، لا تخرج عن بضائع الخردوات والعطارة والسجاد والمطاعم. الدكتور عادل غباشي المتخصص في تاريخ وحضارة مكةالمكرمة، يقول: تتميز أسواق مكةالمكرمة باستمرارية أسواقها طيلة السنة ما يحقق عوائد مالية كبيرة على التجار المتواجدين في هذه الأسواق إذ استمرار حركة البيع تحقق أرباحا عالية تعوض سعر الإيجار المرتفع. ويضيف: في الأزمنة القديمة كانت تباع أنواع العقيق والدر بدار الندوة ثم استمر في معروضاته بجانب المسعى ويُعرض فيه العطارة والبز والسمن البلدي واستمرت معه أسواق المسفلة وسوق الليل. ومضى قائلا: من المعروف أن موسم الحج والعمرة كان وما زال يلعب دورا رئيسا في زيادة وتيرة الحركة التجارية، فالحج والعمرة أسسا لتجارة سلع العطارة، الحناء، المواد الغذائية، والجلود، المجوهرات، الكتب، الأواني النحاسية، الصرافة، والمسابح، مشيرا إلى أن أسواق مثل سويقة، الشامية، القشاشية، الحدادين، المعلاة، المدعى، اشتهرت بها، إضافة إلى أسواق مؤقتة في عرفة ومزدلفة ومنى. بضاعة المعتمرين والزوار أيضا والحديث للغباشي كانت وراء تأسيس معامل ومصانع مثل مصنع جرول الذي أنشأ العام 1373 ه، كما ظهرت حرف صناعة الدوارق، التنك، الخرط، المسابح وغيرها من السلع التقليدية التي يقتنيها زائر مكة.