ما الذي يريده القارئ من «عكاظ»؟ سؤال أقض مضاجعنا، وأدار رؤوسنا في كل اتجاه على رأس كل ساعة، بدأنا التفكير والدراسة والتحليل، واستعرضنا كثيرا من المعطيات الواردة في استقصاءات الرأي واتجاهاته، أبحرنا في دهاليز المستحيل، كانت التطلعات أن نحقق لقارئ «عكاظ» أقصى ما يمكننا، حتى لو استغرق منا ذلك جهودا قد تصل إلى نسيان منازلنا وأطفالنا وأسرنا. الاتجاه إلى القارئ وهكذا كان، واستقر الرأي على ضرورة الاتجاه إلى القارئ أينما كان ووجد، في المدينة، المحافظة، المركز، القرية، والهجرة، نضع أنفسنا بين يديه، ننقل له «نبض الحقيقة» المجردة، نفتح إليه أبواب المعرفة في اتجاهات الإعلام الجديد، نشاركه حراكا يوميا وتفاعلا مع كافة الأحداث محلية واقتصادية وسياسية، نلامس همه، حزنه، أفراحه وسعادته، بل ونتداخل مع حياته متطلعين إلى أن تكون «عكاظ» شريكا مساهما في حياة الناس تتغلغل فيها وتشاركهم ظروف حياتهم الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية. ولم نقف عند هذا الحد، بل اتجهنا إلى ضرورة أن تكون «عكاظ» صحيفة تغوص في كل أنحاء الوطن، تتجول في المدن وأطرافها، القرى، الهجر، المناطق النائية، والبحث في مشكلاتها، همومها، ظروفها، معاناتها، وإنجازاتها وإنجازات المواطنين الذين يسكنونها من الجنسين وعلى مختلف ورؤاهم ومقترحاتهم، بحيث تستهدف الصحيفة كافة شرائح المجتمع على تنوعهم رجالا ونساء وشيوخا وشبابا وأطفالا على مختلف أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وسواء كانوا متقاعدين أو موظفين أو طلاب أو عاملين في مختلف المهن والحرف. طبعات متجددة كما تتميز الهوية الجديدة للصفحات الإخبارية بشموليتها لكافة المناطق من خلال خمس طبعات متجددة موجهة لكافة مناطق المملكة، حيث توجه الطبعة الأولى لمناطق الشرقية، جازان، نجران، حائل، فيما توجه الطبعة الثانية لمناطق الرياض، الحدود الشمالية، تبوك، القصيم، عسير، والطبعة الثالثة لمنطقة المدينةالمنورة وينبع، أما الطبعة الرابعة فهي لمنطقة مكةالمكرمة ومدن الساحل والقنفذة والليث، والطائف، والخامسة توجه لمحافظة جدة، مع الأخذ في الاعتبار كل الأشكال الصحافية التي تخدم رغبات القراء من تقارير إخبارية، استطلاعات، تحقيقات، حوارات مواجهة، وملفات ساخنة تلامس الهم الاجتماعي العام والخاص، موشاة بالمعلومة الدقيقة الصادقة مع التوجه إلى سبر غور المشكلات والهموم، وعدم الاكتفاء بالمظاهر السطحية، بل سبر للأغوار وسعي حثيث إلى مشاركة القارئ كل هذه الاتجاهات لتعزيز الإحساس لديه بأن «عكاظ» هي صحيفته الأولى تشاركه جميع تفاصيل حياته. البحث عن القارئ وفي «عكاظ» الجديدة، نحن من نبحث عن القارئ، لنصل إليه في قريته، والمكان الذي يقيم فيه، ننقل منهم وإليهم ما يهمهم في مناطقهم وأماكن سكناهم. وفي «عكاظ» الجديدة، أيضا، سيجد القارئ نفسه محور المهام الصحافية التي يضطلع بها كل زميل يعمل في هذه المؤسسة، سيجد القارئ نفسه في كل سطر، وعبارة وعنوان، في كل صورة وتحقيق وموضوع، في كل ملمح من ملامح الإصدار الجديد الذي عبرنا عنه بشعار «نبض الحقيقة»، لنظل أوفياء لعهدنا القديم مع القراء والقارئات منذ بداية إصدارها منذ نيف وخمسين عاما، من خلال تبني آرائهم وبثها عبر الصحيفة وموقعها الإلكتروني، بزيادة الجرعات في الشأن المحلي بمواد نتقاسم نحن والقراء والقارئات صناعتها. تفاعل وتواصل وفي «عكاظ» الجديدة، تفاعل مع القراء في كل اتجاه، عبر صفحات تخدم قضايا الناس ومدنهم ومراكزهم وقراهم، يكتبونها بأقلامهم، ويصورونها بأنفسهم، مع التوجه الكامل نحو الأخذ بمسوغات الإعلام الجديد الذي بات يسيطر اليوم على كل المجالات الإعلامية في إيصال المعلومة وتبيان الحقائق، ليزداد تواصلنا مع القارئ على مبدأ الشراكة الحقيقية في هذا المجتمع وكل مناحي حياته، ليس في الجوانب المحلية فقط، بل يتعدى ذلك إلى الصفحات المتخصصة في الرياضة، الثقافة، السياسة، الاقتصاد، ليظل القارئ معنا في كل صفحة، وفي كل معلومة وفاصلة. ولم نغفل في إصدارنا الجديد الإشارة إلى منجزات الوطن والمواطن، وماتعيشه بلادنا من تنمية متوازنة مستمرة ومضطردة تصب في صالح الإنسان، بالإضافة إلى إنجازات الإنسان نفسه كل في مجاله وعمله وحياته. المرأة والطفل وفي ذات السياق، ينصب اهتمام كبير على المرأة والطفل، في طرح قضاياهم، ومعاناتهم في سبيل الوصول إلى مجتمع نسائي متكامل يدفع مع يد الرجل عجلة التنمية المستمرة، في صفحة يومية موجهة للمرأة المعاصرة، سواء كانت عالمة حققت إنجازات على المستويات العلمية والفكرية والأدبية، عاملة، طالبة، أم، ربة منزل، يتم فيها تناول هموم المرأة في المجتمع، وإنجازاتها، تطلعاتها، قضاياها، رغباتها في تحقيق حياة مثلى ونموذجية في شأنها الاجتماعي والأسري والعملي الوظيفي كما تهتم الصفحة بأخبار المرأة على المستوى المحلي والعالم، ذلك غير الاهتمام بالشابات والفتيات في مرحلة المراهقة والوظيفة والدراسة والخريجات الجدد، ونفس الاهتمام ينصب على الطفل أيضا، في صفحة تخاطب الطفل العصري والمعاصر، في كل شؤونه الحياتية اليومية، أفراحه، همومه، وإشراكه في كافة العناصر التي تمثل جانبا من حياته سواء كانت داخل الأسرة، أوفي المدرسة، الروضة، التمهيدي، الشارع، الخ.. بالإضافة إلى توجهاته الحديثة في استخدامات التقنية والعلوم، الابتكارات، قراءاتهم وقصصهم وكتبهم، الألعاب الإلكترونية والتلفزيونية. اهتمام بالجاليات وانطلاقا من الاهتمام بالجاليات التي تعيش بيننا، يعود إصدار «عكاظ» الجديدة بصفحات متخصصة عن اليمن والسودان، صفحات تشارك المغترب كل مناحي حياته، تنقل له الأخبار والمعلومات المهمة التي تجري في بلده، وتبشره بكافة الإجراءات التي تتم في بلاده والتي تصب في مصلحته، بالإضافة إلى النظر بعين الاعتبار إلى همومه ومعاناته، وتشاركه مناسباته وأفراحه وأحزانه.. إعلام متجدد كل هذه التوجهات تصب أولا وأخيرا في مصلحة القراء والقارئات الذين يفضلون قراءة «عكاظ» من بين الصحف اليومية، بهدف صناعة صحافة حقيقية تمارس سلطتها الرابعة بكل كفاءة واقتدار وإخلاص، لتحقيق كل مايصبو إليه القارئ وما يتطلع إليه في هذه الصحيفة القديمة المتجددة، صحيفة «نبض الحقيقة». مدير التحرير خالد طه