كشفت دراسة أن النسبة الكبرى من الفتيات الهاربات تندرج في الفئة العمرية بين 16 و20 سنة بنسبة 51.4 في المائة، تليها الفئة العمرية بين 21 و25 سنة بنسبة 38.5 في المائة. وأظهرت الدراسة التي أعدتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن هروب الفتيات أن 58.7 في المائة من الفتيات الموقوفات طالبات، وأن أكثر من نصف الهاربات حصلن على الشهادة المتوسطة كحد أعلى، إذ شغلت هذه الفئة نسبة 52.3 في المائة، تلتها فئة الحاصلات على الشهادة الثانوية بنسبة 36.7 في المائة. وكانت الهيئة قد أجرت هذه الدراسة بعد عدد من الوقائع التي رصدتها الإحصاءات حول المشكلة وتعاقدت لإجرائها مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكلفت فريقاً علمياً يتكون من الدكتور محمد السحيم، الدكتور محمد بن عبدالله المطوع والدكتور منصور بن عبدالرحمن بن عسكر لإعداد الدراسة وفق المعايير الأكاديمية المعتمدة وبوسائل دقيقة لجمع البيانات. وسعى الفريق إلى دراسة هذه الظاهرة وقياس حجمها والتعرف على أسبابها الاجتماعية ومدى تأثيرها في الفتاة والأسرة والمجتمع والأمن، وهي محاولة لتوصيف الدرجة الجرمية لهذا الفعل واقتراح الآليات المناسبة للتعامل مع هذه الأزمة في مختلف مراحلها والأساليب المناسبة والممكنة للوقاية ومساعدة الفتيات على العودة إلى المجتمع. وشملت الدراسة عينات متعددة في المناطق الإدارية الأربع التي توجد بها دور رعاية الفتيات وهي الرياض، الشرقية، مكةالمكرمة، وعسير وفق ما يأتي: 109 فتيات سعوديات هاربات موجودات في دور رعاية الفتيات وسجون النساء. 33 إخصائية اجتماعية ممن يعملن في دور رعاية الفتيات وسجون النساء في المناطق الأربع. 53 قاضياً في المحاكم الجزئية ممن يعملون في مدن ومحافظات المناطق الأربع. 140 محققاً في هيئة التحقيق والادعاء العام موزعين على المناطق الأربع. 91 عضو هيئة التدريس. عينة الطالبات: وتتكون هذه العينة من مجموعتين كما يلي: أ 1193 طالبة سعودية في المرحلة الثانوية من التعليم العام. ب 256 طالبة سعودية يدرسن في مقررات الإعداد العام في المرحلة الجامعية. عينة الإخصائيات الاجتماعيات «المرشدات الطلابيات» في المدارس الثانوية وعددهن 101 مرشدة. عينة رؤساء وأعضاء مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 192 فردا. عينة ضباط الشرطة: 81 ضابطاً. وأوضحت الدراسة الجهود التي تبذلها الهيئة في التصدي لهذه المشكلة والحد من تفاقمها، بالأساليب التوعوية والإرشادية عبر الكتب، النشرات، الأشرطة، المحاضرات، الندوات والفعاليات المجتمعية، كما أن دور الهيئة يتجلى في حل مشكلات الابتزاز والتهديد مع الحفاظ على سمعة الفتاة المجني عليها لتقليص حوادث الهروب الناتج من الابتزاز. وأكدت الدراسة أن وجود فرق الهيئة الميدانية في الأسواق والتجمعات وحول المدارس كان ضرورياً لصد الذين يتصيدون الفتيات للإيقاع بهن، دون إغفال التعاون بين الهيئة والقطاعات ذات العلاقة بمكافحة الجريمة. تأتي هذه الدراسة ضمن منهج هيئة الأمر بالمعروف الذي اعتمدته لوضع سياسات أعمالها نحو الظواهر والمشكلات، واتخذت الرئاسة البحث العلمي أهم أدوات الرصد والتحليل ودراسة الواقع واستشراف المستقبل استباقاً لاستفحال المشكلات، وأجرت الرئاسة عدداً من الدراسات العلمية بالتعاقد مع الجامعات السعودية من خلال مركز البحوث والدراسات فيها، وكان لها أثر كبير في تطوير أعمالها وتعاطيها مع الوقائع والظواهر.