وصف مختصان نفسيان مباراة الاتحاد والهلال بالقمة الكروية التي يترقبها مشجعو الفريقين وكل المهتمين بالشأن الرياضي، باعتبار اللقاء من اللقاءات الآسيوية المهمة والمتميزة التي تؤهل الفائز إلى مرحلة الثمانية. ولفتا ل«عكاظ» إلى أن الفريقين يعيشان هذه الأيام حالة من الحيوية والنشاط، خصوصا بعد نيل الهلال لقب دوري المحترفين السعودي والاتحاد الوصافة وكل ذلك يجسد مدى الجهد الكبير الذي بذل للوصول إلى مرحلة القمة. ورأى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن مباراة الاتحاد والهلال ستكون مختلفة تماما، ولاسيما أن كلاهما يسعى إلى إثبات تواجده وأحقيته في الصعود والمنافسة أمام جمهورهما العريقين. وأضاف «ما يميز هذا اللقاء هو صراع المدربين الكبيرين (ديمتري وكالديرون) وكلاهما يعرفان خطوط القوة والضعف ومستوى لاعبيهما والثغرات الموجودة، فهما يحملان خبرة عالمية كبيرة تضعهما في ورطة كبيرة أمام هذه المباراة والجمهور الكبير وسعيا في إثبات خبرتهما والفكر الذي يتمتعون به في إدارة مباريات القمة». وحول الحالة النفسية للاعبين والمدربين قال الدكتور الحامد: «المدربان بالتأكيد سيكونان أكثر قلقا وتوترا من الجمهور، وهو رد فعل طبيعي يعيشه كل إنسان عندما يكون أمام مواجهة أو اختبار أو إنجاز عمل، والمدرب الناجح هو من يمتلك أعصابه ويتعامل مع مجريات المباراة بكل حكمة واقتدار، أما اللاعبون فجميعهم في مرحلة التأهب والاختبار وحالة من الاستعداد النشط، خصوصا الاتحاد الذي يلعب وسط أرضه وجمهوره، والهلال الذي توج بطلا للدوري، وبالتأكيد فإن الفريق الذي ينفذ خطة المدرب ويلعب بأعصاب هادئة بعيدا عن التوتر والقلق والخشونة سيكون الأقرب إلى الفوز. ولم يختلف رأى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا فيقول: تتميز مباريات القمة عادة بالجدية والصراع والخشونة لعدة اعتبارات، أهمها أن هذه المباراة هي مباراة نتيجة لا فنيات، فالفائز سيتوج إلى مرحلة أخرى من البطولة، وأيضا أن الفريقين أثبتا تفوقهما خلال الدوري. وحذر الدكتور براشا اللاعبين وخصوصا لاعبي الاتحاد الذي يلعب بين أرضه وجمهوره من الغرور والشعور بالثقة الزائدة، مبينا أن هذه الصفات قد تنعكس سلبا على الأداء وقد تضع اللاعب في ورطة كبيرة عندما يشعر أن الطرف الآخر فريق معاند وقوي. الدكتور براشا أكد أن الفوز سيكون حليف من يسيطر على الملعب بكل حكمة ويتعامل مع المباراة بخطة مقننة وينفذ وصايا المدرب ويبتعد عن الأنانية؛ لأن اللعب بروح الفريق الواحد يحقق الفوز ويتوج بالنتيجة.