بدأت شرارة الحرب الأهلية تلوح في اليمن، إثر مواجهات عنيفة بين الشرطة ومسلحين موالين للنظام من جهة ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد النافذة، ما أدى إلى مقتل ستة من أتباع آل الأحمر وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، بحسب ما أفاد مصدر طبي وشهود. وكانت الاستباكات اندلعت في وقت سابق بالقرب من منزل الأحمر في شمالي صنعاء، ثم تجددت بشكل عنيف وسمع دوي انفجارات قوية. وأفادت مصادر قريبة من الأحمر أن المسلحين من الشرطة ومن الحزب الحاكم حاولوا التموضع حول منزل الشيخ صادق، وحصلت اشتباكات، فيما ذكر المصدر الأمني أن المسلحين الموالين للأحمر اقتحموا مدرسة دينية في الحي نفسه فتصدت لهم الشرطة. وكان الأحمر الذي يعد الشيخ القبلي الأقوى نفوذا في اليمن، دعا الرئيس علي عبدالله صالح إلى التنحي وانضم إلى انتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام؛ ما أفقد صالح دعما في غاية الأهمية لنظامه. وسيطر المسلحون الموالون للأحمر أيضا على وزارة الصناعة والتجارة، بحسب ما أفاد مصدر رسمي في تصريح صحافي، فيما تدور الاشتباكات بشكل متواصل منذ أكثر من ساعتين، خصوصا في شارع الجامعة العربية حيث مبنى الوزارة. وتأتي هذه التطورات في ظل توتر شديد في اليمن ومخاوف من انزلاق البلاد إلى موجة عنف جديدة بعد رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. من جهة أخرى، أعلنت الولاياتالمتحدة أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنازله عن السلطة في غضون شهر، و«حضته على التحرك». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نعتقد أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الرئيس صالح للتوقيع على هذه المبادرة» التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي ووافقت عليها المعارضة ورفض الرئيس اليمني التوقيع عليها في اللحظات الأخيرة. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن الاستعداد لمراجعة سياسته حيال اليمن بعد رفض رئيسه علي عبدالله صالح توقيع اتفاق الخروج من الأزمة الذي أعده مجلس التعاون الخليجي وينص على رحيله. وأكد وزراء الخارجية الأوروبيون في بيان أصدروه بعد اجتماع في بروكسل أن «الاتحاد الأوروبي يتابع أحداث اليمن بقلق كبير». ودعا وزراء الاتحاد الأوروبي الرئيس صالح إلى التخلي عن السلطة «على الفور». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بعد الاجتماع «الرئيس صالح يعلم جيدا ما عليه أن يفعل». وقال بيان الوزراء الأوروبيين إنه في حال مضي صالح في رفض التخلي عن السلطة فإن الاتحاد الأوروبي «سيعيد النظر في سياسته حيال اليمن وسيعد ردا بحسب تطور الأوضاع». كما حذر النص السلطات اليمنية من ممارسة العنف ضد المتظاهرين. وقال البيان إن «أي استخدام للعنف ضد المتظاهرين المسالمين ينبغي أن يتوقف على الفور».