محظوظ هو الفنان المغربي محمد الشهدي، المتفاعل مع الثقافة والفنون في الساحة المحلية، لتنظيم معرضه الشخصي السابع في المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، ذلك لكونه فنانا قديرا حظيت أعماله بتنظيم من قبل القنصلية العامة للمملكة المغربية، ودعم من عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ. محظوظ أيضا محمد الشهدي بحضور كل من القنصل العام للمملكة المغربية في جدة السفير علي الجاي، والقنصل العام للجمهورية اللبنانية في جدة السفير غسان المعلم، واللذين تربطهما علاقة وطيدة ومباشرة بعالم الثقافة والفنون والإبداع، كما شهد معرضه حضور كثير من المهتمين والنقاد والفنانين، فيما افتتحت الفنانة التشكيلية حنان باحمدان جانب المعرض للسيدات. المعرض المنعقد حاليا في المركز السعودي للفنون التشكيلية تحت عنوان (ذاك الأنسان أنا) يضم 42 لوحة تشكيلية، تحكي تجربة الشهدي الجديدة، والذي أوضح أنه وظف من خلال المعرض «ما اصطلح عليه بالشخوص، لاعتبار أن الشق المادي -الجسد- هو مكمن التعبير في لغة تعامله مع الفن والفنون الجميلة على وجه الخصوص». والتشكيلي المغربي محمد الشهدي من مواليد الرباط عام 1955م، وهو فنان متعدد المواهب، فهو شاعر، روائي، ناقد، تشكيلي، وكاتب قصة، له إصدارات أدبية عديدة، تنوعت بين الشعر والقصة والرواية، منها أوراق من دم متجدد، الهجرة إلى الرحيل، سباحة الغرقى، شيء كالسر، ورود على محرقة الاشتهاء، مواعيد الظل، رفات، رحمة، وبراعة الفناء، كما أن له مؤلفات عدة تحت الطبع. من جهته، تحدث قنصل عام المغرب في جدة السفير علي الجاي عن الفنان والمعرض قائلا «الشهدي اسم فاعل وجميل في الحياة الثقافية في الوطن العربي واختياره اسم «ذاك الإنسان أنا» يدلل على شخصيته الباحثة في عوالم الإبداع حروفا وألوانا، وشخصيا أستطيع القول إني خرجت مزهوا وأحمل انطباعا جميلا عن تكامل إبداعي يسكن دواخل الرجل، فبعد أن استمتعت بحروفه، هأنا ذا أتابع سيلان الألوان على لوحاته إلى الجدران المعلقة عليها في المعرض». أما قنصل عام الجمهورية اللبنانية في جدة السفير غسان المعلم فقال «لأن الفن والأدب المتمازجين ليس لهما وطن ولا قومية، وجدتني أستذكر مبدعي العالم في الجمال الثقافي بين التشكيل والأدب، ولا سيما أدباء وفناني أمريكا اللاتينية وإسبانيا، المعروفين بهذا الازدواج، كذلك العالمي ابن بشري جبران خليل جبران، الذي عرف عالميا بكونه أديبا وسيدا للكلمة، ورساما مترجما لأحاسيسه وما يختلج وجدانه». وذكر الإعلامي المغربي الزميل سعيد أيجا، أن الشهدي قدم أعمالا جديدة بتكنيك عالٍ، مرمزا تلك الشخوص المبعثرة على اللوحة بأمنياته الحالمة «أن تتحسن أحوال العرب في كل أرجاء الوطن العربي»، وأضاف «كأنه يجسد تلك الثورات ونوبات الغضب التي انتابت الشعب العربي بالوحدة العربية التي طالما حلمنا بها وتمنيناها»، إن الشهدي في أعماله لم يطرح مجرد قضية، بل اختصر كل مسافات الزمان والمكان بأعماله المليئة بالتجانس اللوني والعمق التاريخي، ليضع المتلقي في متعة بصرية ترتقي بما وصلت إليه الساحة التشكيلية العربية من تطور في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت تشكل هما مشتركا مع الأحداث الاجتماعية والسياسية.