ذرف الشيخ صالح كامل الدموع وهو يتذكر محاسن وصفات الراحل الدكتور محمد عبده يماني، وتحامل على نفسه أثناء إلقاء كلمته على هامش توقيع اتفاقية كرسي محمد عبده يماني لإصلاح ذات البين مع جامعة أم القرى ظهر أمس، بحضور مدير الجامعة الدكتور بكري عساس، وعدد من أكاديميي الجامعة والمتخصصين، الذي أكد أن استقرار المجمتع وحسن علاقات أفراده من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات البشرية، موضحا أنه من الأهمية بمكان أن نعمل جاهدين لنشر ثقافة الصلح والوئام بين الناس، وإيجاد الوسائل والمؤسسات والمراكز العلمية والكراسي البحثية التي تتعمق في دراسته ثم تدرس فقهه وتنشره وتحقق مقومات نجاحه، وتسعى في توفرها وتسهم في بيان قواعد ممارسته، واقتراح الآليات البناءة والصيغ المناسبة لترسيخ مضامينه في كل مراحل العمر. وقال الشيخ صالح كامل في حديث ل «عكاظ»: «إن الكرسي ليس لفتة مني وإنما أداء واجب نحو زميل العمر وشقيق الروح، فقد كان كتلة من الخير تتدحرج بين الناس، وكان يمضي كل وقته لمصلحة المجتمع ولا يعيش لنفسه أبدا، وكان قدوة حسنة للكثير بعد وفاته، ولا نريد لهذه الخصال أن تنقرض ففكرنا مع أبنائه وتقدمنا بطلب لوزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء جمعية خيرية باسم جمعية الدكتور محمد عبده يماني مهمتها الأساسية الشفاعة الحسنة لدى الجهات الحكومية، لأن الكثير من الناس بالرغم من أن أبواب قادة هذه البلاد مفتوحة إلا أن الكثير من الناس لا يصل إليها، فنريد أن يكون هناك بعض أهل الخير من الوجهاء أعضاء في هذه الجمعية لكي يأتي أصحاب الحاجات من المراجعين في الدوائر الحكومية ويتولى كل واحد من أعضاء الجمعية تبني ما يستطيع من القضايا، كما كان يفعل الدكتور محمد عبده يماني، وجاء الكرسي لتحصيل هذه الخصلة والصفة تأصيلا علميا يضفي عليها الجدية ويعطيها الكثير من الاحترام باعتبار المقام العلمي للجامعة، ولكن هذه بداية لكرسي إصلاح ذات البين وجمعية محمد عبده يماني في جدة إذا صدر الترخيص لها، ولدينا عدد من الكراسي في مختلف الجامعات حيث سنوقع الأسبوع المقبل كرسي في جامعة طيبة لأصح الحديث الصحيح ولدينا مركز للاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز، ومركز للاقتصاد الإسلامي في جامعة الرياض، وكرسي لأبحاث النخيل في جامعة الأحساء». وبين «أن هذا الكرسي وإن كان اجتماعيا بحتا إلا أن له آثارا اقتصادية أيضا فغالبا المشاكل التي تحدث ويسعى أهل الخير إلى حلها بالتوسط في ذات البين هي خلافات في الشركات العائلية وهي خلافات مالية وتؤدي إلى تفتت الكيانات الكبيرة وإذا نجحنا في هذا الكرسي وأصلنا لهذه الخصلة نستطيع أن نزيل الكثير من الخلافات، وأن نحافظ على الكيانات الاقتصادية الكبيرة كما بناها المؤسسون وأن لا تختفي الشركات الكبرى بمجرد موت المؤسس». وكان الشيخ صالح كامل قد أكد في كلمته في حفل التدشين أننا لو أردنا أن ننشئ كرسيا علميا لكل خصلة من خصال الدكتور محمد عبده يماني لاحتجنا إلى مئات الكراسي فكل ما فيه حسن، رحم الله أخي محمد بما كان يقوم به من أعمال عديدة لصالح المجتمع من إصلاح لذات البين إلى صلة الرحم إلى حل للمشاكل الاجتماعية إلى شفاعة حسنة لدى ولاة الأمور. وأضاف: عندما تكرم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بزيارتنا للعزاء قلت له كان للدكتور محمد عبده يماني دلال عليك كان دائما يأتيك ولا ترد له طلبا، فقال الأمير: لأنه لم يأت في يوم من الأيام بطلب له، ولم يأت في غير حق. وأوضح أن الله تعالى كان يبارك له في وقته بشكل عجيب، يصل الرحم، يعيش للمجتمع وللناس، لو أردنا أن نعمل كرسيا علميا لكل خصلة من خصال محمد عبده يماني لاحتجنا إلى مئات الكراسي.