توج الهلال بطلا لدوري زين بعد مشوار سهل لم يجد فيه منافسين حقيقيين، فوضعهم كلهم تحت عباءته وقدم نفسه سيدا متفردا للدوري دون أي خسارة وبفارق 13 نقطة عن صاحب المركز الثاني، وهذان مؤشران كافيان على تواضع بقية الفرق وعجزها عن مجاراتة الزعيم وهو الأمر الذي اعتبره تيار عريض من الجمهور الرياضي دليلا على أن دوري هذا العام كان ضعيفا ومتواضعا فنيا، دون أن يعني هذا الانتقاص من الإنجاز الهلالي بقدر ما يعني أن بقية الفرق لم ترتق إلى مستوى المنافسة فتركت الهلال يغرد وحيدا في المقدمة، وعلى المقلب الآخر أنهى النصر مشواره بهزيمة خماسية مؤلمة ومذلة دفعته بعيدا إلى غيبوبة المركز الخامس مسجلا فشلا جديدا وقاسيا على قلوب جماهيره المحبطة بعد أن باعتهم إدارة النادي أحلاما عريضة لم تقترب من تحقيقها، وفي الوقت الذي تلوذ فيه إدارة النصر بالصمت وهي التي كانت تملأ المشهد ضجيجا بدلا من العمل نجح الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تسجيل بطولة شخصية نوعية تضاف لبطولات فريقه بموقفه اللافت مما يجري للفرق السعودية في طهران ومطالبته بنقل مباراة فريق النصر أمام (ذوب آهن) إلى ملعب محايد، وهو الموقف الذي انقسم الشارع الرياضي السعودي في قراءته ففريق اعتبره مزايدة تستهدف إحراج إدارة النصر الغائبة فقدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد نفسه بمظهر المدافع عن حقوق غريمه النصر، بينما اعتبره آخرون مؤامرة من رئيس الهلال على النصر ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وإنها تهدف من بين ما تهدف إلى إرباك النصر في المعترك الآسيوي ووضعه أمام خيارات صعبة، وفريق ثالث رأى فيه موقفا وطنيا صادقا ونبيلا من رئيس الهلال يستحق عليه الثناء والإعجاب لتجاوزه حساسيات التنافس وتصديه بشجاعة لعبث الإيرانيين وإساءاتهم المتكررة للفرق السعودية، وأنه كان الصوت السعودي الجري أمام صلف وعنجهية الإيرانيين الذين تمادوا كثيرا في توظيف المنافسات الكروية لتمرير رسائل سياسية ومذهبية عدائية تخدم مخططاتهم المريبة في المنطقة، ولا أجده إلا موقفا أخلاقيا. • تلقى (اللوبي القطري) في الإعلام الرياضي خلال اليومين الماضيين ضربتين موجعتين الأولى تمثلت في تراجع فرص فوز القطري محمد بن همام برئاسة (الفيفا) بعد أن بدا واضحا أن معظم الأصوات ستصب في سلة منافسه بلاتر، فيما تمثلت الضربة الأخرى بتواتر الأنباء عن إعادة النظر بقرار الفيفا إسناد استضافة مونديال 2022 لدولة قطر الشقيقة في ضوء التطورات الأخيرة عن قضية الرشاوى التي يقال إن القطريين دفعوها لبعض الأعضاء لكسب أصواتهم، وأتوقع أن نشهد خلال الفترة القادمة حفلة لطم من أعضاء هذا (اللوبي) الذين زايدوا كثيرا حتى على القطريين أنفسهم في مساندة ابن همام وفي الاحتفال بفوز قطر بتنظيم المونديال لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. بوصلة: الدوري هذا العام، بارد وفاتر فنيا، ساخن ومثير إعلاميا، يميل أحيانا إلى العنف والابتذال. [email protected]