أجّل اتحاد منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) قراراً بدعم الرئيس الحالي للاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر أو منافسه القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في انتخابات رئاسة الفيفا المقررة في الأول من حزيران (يونيو) في زيوريخ. وكان مقرراً أن يعلن اتحاد الكونكاكاف موقفاً في هذا الصدد على اثر الجمعية العمومية التي عقدها في ميامي وشهدت إعادة رئيسه الترينيدادي جاك وارنر لولاية جديدة لكن غياب بن همام لعدم حصوله على تأشيرة دخول دفع بالاتحاد إلى تأجيل قراره. وقال وارنر: "لم نتخذ أي قرار في ما يتعلق بإنتخابات الأتحاد الدولي لأن إبن همام لم يتمكّن من حضور الجمعية العمومية لعدم حصوله على تأشيرة دخول، وبالتالي وعملاً بمبدأ اللعب النظيف، يتعيّن علينا الإستماع إلى برنامجه الإنتخابي أولاً قبل إتخاذ أي قرار". وأكد وارنر أنه تم ترتيب لقاء لإبن همام مع مسؤولي اتحادات الكونكاكاف الثلثاء المقبل في ترينيداد ليشرح لهم وجهة نظره في ما يتعلق ببرنامجه الإنتخابي. وغالباً ما تصب أصوات الكونكاكاف في مصلحة مرشح واحد كما درجت العادة، لكن بعض التقارير تشير إلى إمكان عدم حدوث هذا الأمر خصوصاً أن بعض الاتحادات لم تكن راضية عن بلاتر وبعض اعضاء اللجنة التنفيذية في ما يتعلق بقرار الفيفا عدم منح الكونكاكاف مقعداً إضافياً في نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل عام 2014، وخسارة الولاياتالمتحدة استضافة كأس العالم عام 2022 لمصلحة قطر. وكان الأميركي تشاك بلايزرز أحد اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا إنتقد زملاءه في اللجنة لعدم تجاوبهم مع مطلب الكونكاكاف في الحصول على مقعد إضافي في مونديال البرازيل، كما إنتقد نظام اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم الذي أدى إلى خسارة بلاده الحصول على مونديال 2022. على صعيد آخر، رأى بلاتر أن علاقته مع منافسه إبن همام لا يمكن اعتبارها صداقة. وقال في حديث لصحيفة "فرانكفورتر الغيماين" الألمانية: "كانت تربطني بإبن همام علاقة جيدة وقد دعمني في إنتخابات الرئاسة عام 1998، وعملنا سوياً، لكن لا يمكنني أن اعتبر ما حصل بيننا صداقة". وأسهم إبن همام في شكل كبير في إنتخاب بلاتر رئيساً للاتحاد الدولي عام 1998 خلفاً للبرازيلي جواو هافيلانج، ثم سانده في تجديد ولايته عام 2002 عندما جيّر أصوات القارة الآسيوية لمصلحته في مواجهة الكاميروني عيسى حياتو في سيول، بيدَ أن العلاقة بين الرجلين ساءت في السنتين الأخيرتين، إثر وقوف بلاتر ضد إبن همام في انتخابات المقعد الآسيوي في اللجنة التنفيذية للفيفا عام 2009، وترددت معلومات مفادها أن رئيس الفيفا ساند الملف الأميركي على حساب القطري في عملية التصويت على مونديال 2022. ووعد بلاتر في حال إعادة إنتخابه رئيساً لولاية جديدة بإعادة النظر في نظام اختيار الدولة المضيفة لكأس العالم بعد الانتقادات التي واجهها الاتحاد الدولي إثر عملية التصويت الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي عندما اختيرت روسيا لتنظيم مونديال 2018، وقطر لإحتضان العرس الكروي عام 2022. وأجريت عملية التصويت على البلدين المضيفين في وقت واحد في ظل إستبعاد عضوين من اللجنة التنفيذية بسبب إتهامهما بالحصول على رشوة، إضافة إلى وقف أربعة مسؤولين آخرين في الاتحاد الدولي. وقال بلاتر للصحيفة الألمانية: "انه مشروع في ذهني منذ بعض الوقت. أود أن نحذو حذو اللجنة الأولمبية الدولية لاختيار الدولة المضيفة وتحاشي ما حصل". وأوضح "سيدرس أعضاء اللجنة التنفيذية 10 أو 12 ملفاً ويُختار الأفضل بينها وعرضها على الجمعية العمومية". ويضم الاتحاد الدولي في كنفه 208 إتحادات وطنية، وإذا أعتمد النظام الجديد سيملك كل اتحاد صوتاً في عملية الاختيار، في حين أن المهمة منوطة حالياً بأعضاء اللجنة التنفيذية ال24.