تفاجأ الجميع بما ورد عن احتمال رفع سن التقاعد إلى 65 عاما في حين كانت المطالبات المحمومة تسعى إلى خفض السن التقاعدي إلى 50 عاما أو 55 عاما.. والباحثون عن رفع السن التقاعدي يتحركون وفق رؤية مستوردة من الغرب، فالأعمار في الدول الغربية ارتفعت نسبتها إلى 80 عاما مما يمثل ضغطا على خزينة معاشات التقاعد، وهي الجزئية الأساسية التي بسببها ارتفع سن التقاعد بتلك الدول، كما أن المتقاعدين في الغرب ليسوا كالمتقاعدين في بلادنا، فالمتقاعد هناك يحظى بالتأمين الطبي ويمتلك سكنا، ولا يعاني من المواصلات.. أما وضع المتقاعد لدينا فهو وضع يرثى له حيث ينهي حياته العملية من غير أن يحصل على سكن خاص به، ويعيش آخر حياته باحثا عن علاج فلا يجد وتمثل المواصلات عبئا إضافيا على حياته، كما أن المتقاعد لدينا يصل إلى التقاعد ولم تخف حمولته إذ لازال يصرف على عائلته في ظل عدم حصول أبنائه أو بناته على وظائف تقلل من حمولته. ثم هناك نقطة أخرى لا أعرف كيف غابت عن المطالبين برفع سن التقاعد ألا وهي النسبة الإحصائية التي تنص على أن نسبة الشباب وصلت إلى 56% من التعداد السكاني، أي أننا مجتمع أغلب سكانه من الشباب، وهؤلاء الشباب معظمهم ينتظر فرص توظيفية تعتمد في الأساس على الإحلال، (إحلال موظف في مكان متقاعد أو متوف) ومع مواصلة وزارة المالية على سياستها في عدم خلق وظائف جديدة، يصبح إحلال موظف في خانة المتقاعد متأخرا خمس سنوات. ومما سبق، هل الدارسون لرفع سن التقاعد متيقنون بأننا وصلنا إلى عناية طبية فائقة تساهم في ازدياد الأعمار، أم أنهم لا يعرفون أن معظم المواطنين ما أن (يطبوا) الخمسين حتى تتخاطفهم الأمراض الفتاكة من غير أن يجدوا علاجا لائقا بهم. وهل الدارسون لرفع سن التقاعد لايعرفون أن المتقاعدين لدينا (وبسبب بقاء أبنائهم عاطلين) يبحثون عن عمل لكي لا تختل ميزانية أسرهم في حين كان عليهم أن يخلدوا للراحة لو كان النظام قد حقق مطالب من ينهي خدمته العملية بتوفير حياة كريمة. وهل الدارسون لرفع سن التقاعد لا يعرفون أن الآلاف من الشباب يقف على أبواب ديوان الخدمة منذ سنوات من غير أن يجدوا عملا؟ وإذا كانت الإحصائيات تشير إلى أن المجتمع في أغلبه شابا فمن المفترض التسريع بإحلال هذه الطاقة في خانة كبار السن من أجل إحداث نقلة نوعية على جميع المستويات وهو الهدف الذي لجأت إليه بعض القطاعات الخاصة فيما عرف بالشيك الذهبي من أجل رفع وتحسين الإنتاجية. وأن تستعير نظاما لايتفق مع معطياتك الثقافية والحياتية هو من سوء الإدارة.. هكذا أرى الأمر وأستطيع أن أستوعب لو تفضل المنادون برفع نسبة التقاعد إلى إظهار محاسن هذه الفكرة بشرط أن لا ننسى أوضاعنا المعيشية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة