مجرد الوقوف على إطلالة الطابق الثاني من الحرم المكي، تكتشف حجم الفلاشات التي تلتقطها كاميرات أجهزة الهاتف الجوال للمعتمرين، وكأنها موجة برق تضيء شريط المطل المدهش على صحن المطاف والكعبة المشرفة التي تتوسطه بكل مهابة وجلال. المشهد الإيماني الآسر لقبلة أمة المليار الذي يفيض بطيب التسبيح وأريج الذكر، حيث تتناثر صور مترعة بالإيمان بين قارئ خاشع ومقبل تائب وطائف غارق في التهليل والتكبير دفع الكثيرين لالتقاط الصور لتوثيق الذكريات الخالدة لرحلة العمرة. ميمون عبد الجبار (معتمر أردني) ألمح إلى أنه بث مقاطع مصورة عبر تقنية البلوتوث لوالدته التي تتابع استقبال المقاطع يوميا، فيما تزهو زوجته أم أمين على محادثة والدتها مباشرة بكاميرا الجوال من أمام باب الملك عبدالعزيز أثناء رفع الآذان، مبينا أن هذه الزيارة الأولى منذ أن تزوج قبل 20 عاما طمست في عينيه ملامح مكة القديمة، حيث غيرت توسعة الساحات وبقية المشاريع الحكومية خريطة قبلة الدنيا على حد تعبيره. حسين بوجري يعمل صحافيا لصحيفة بنجالية محلية، كشف عن أن زيارته الأولى للحرم المكي مكنته من توفير قاعدة كبيرة من الصور من داخل الحرم المكي وخارجه تعينه على النشر الصحافي وإعداد المواد الصحافية المقروءة التي تربط قراء صحيفته بقبلة المسلمين، مبينا أنه انتهى من إعداد سبع حلقات ترصد مشاهداته الروحانية من مكةالمكرمة تضمنت توفير صور يحتاجونها هناك؛ مثل التوسعات الجديدة حول الحرم والمتغيرات التي طرأت على زمزم والمنطقة المركزية. فاطمة كرتبان (معتمرة تركية) تعمل في مجال الحاسبات أكدت أن التطور المذهل في تقنية التصوير ساعدها على سد الفراغ في سوق الصور الإسلامية، خصوصا للمعالم الكبيرة مثل الحرم المكي، مشيرة إلى أنه وفرت أكثر من 1500 صورة عالية الدقة للحرم المكي والمطاف والمسعى الجديد والتوسعات الحديثة والمشاعر المقدسة. كبير محب الله (بنجالي) يقف إلى جوار أسرته أمام مطل الطابق الثاني يقول إنه سيعرض صور ذكريات عمرته لكل أفراد الأسرة بعد أن دفعته المشاهد الإيمانية لاقتناء كاميرا رقمية من أسواق الحرم المكي.