عندما انهى الشيخ بن عبيد رئيس المحاكم الشرعية بمكة سابقا عمرته في اليوم الاول من رمضان بعد ان جاء معتمرا من الرياض وحلق رأسه اتجه الى صحن الحرم لاداء صلاة الظهر ولم يعرف انه تنتظره مفاجأة لم تخطر له على بال. فقد ذكرت صحيفة سبق ان امام الحرم تأخر نصف ساعة وهي من الاشياء النادرة التي لم نسمع بها منذ نصف قرن مع عدم استغرابها هذه الايام لشدة الزحام في الحرم وحول الحرم . ولما تاخر الامام استؤذنت رئاسة الحرم المكي فاعطت الاذن بان يؤم الشيخ عبيد المصلين لصلاة الظهر فامهم براس حليق وبلباس الاحرام ولاول مرة يرى المصلون إمام الحرم بلباس الاحرام انها لحظة من اللحظات النادرة التي مكنته ان يؤم المصلين في الحرم المكي وهم مئات الالوف في صلاة يشاهدها مئات الملايين حول العالم دون ان يتوقع ذلك ولاشك ان امامة الحرم المكي والحرم المدني مسؤولية عظيمة ومشقة كبيرة اذ ان الواحد منا يضطرب لو ام القليل من الناس فكيف بشخص يؤم مئات الالوف امام بيت الله ويشاهد صلاته الملايين في كل بلاد العالم. ولقد اكرمنا الله بأئمة في الحرم المكي والحرم المدني من ذوي الحفظ القوي لكتاب الله والصوت الشجي في القراءة حتى ان نعمة صلاة التراويح معهم في رمضان تعتبر من النعم الكبيرة التي يتمناها كل مسلم. والائمة يبذلون جهدا عظيما في التراويح ويتعرضون لمشقة كبيرة وقد ذكر الشيخ على جابر يرحمه الله في مقابلة صحفية قديمة مايتعرض له الامام من العناء وشدة الحر اثناء امامته للتراويح في الحرم المكي ولقد كنت معتمرا ومؤديا للتراويح في الجمعة الاولى من رمضان وكان الجو حارا والرطوبة عالية و العرق يتصبب من وجهي وجسمي وتذكرت الامام الذي يؤمني في الصلاة ومايعانيه من شدة الحر ومن عظم المسؤولية بينما نحن في سطح الحرم نستمتع بقراءته وبحفظه فلم يسعنا إلا الدعاء لهم بالحفظ والسلامة. ومسالة اخرى لا انساها كلما اعتمرت في نهار رمضان ولامست رجلاي صحن المطاف فوجدته باردا مقبولا بينما الرخام الآخر بحرارة الجمر الملتهب فادعو عندها للملك فهد رحمه الله بالمغفرة والجنة فهذا الرخام الابيض البارد معجزة اجراها الله على يديه ينتفع بها ملايين المسلمين على مر السنين . وكلماسعيت بالمسعى الجديد في الحج ورمضان دعوت لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالصحة وطول العمر فقد كنا قبل هذه التوسعة العظيمة نكاد نختنق بالمسعى بل ربما نكاد نموت دهسا في الزحام الشديد فانقذ الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بهذا المشروع العظيم ملايين المسلمين من خطر جسيم وسيخلد له التاريخ هذا العمل العظيم اضافة لمئات الاعمال الكبرى التي يقيمها لخدمة الحجاج والمعتمرين والتي لا يتسع لذكرها المقال.