جاء إغلاق مؤشر سوق الأسهم السعودية قريبا من مستوى 6700 نقطة بفارق أكثر من 40 نقطة عن إغلاق الأسبوع الماضي، حيث أغلق المؤشر في نهاية تدالاوت هذا الأسبوع عند 6686 نقطة، معوضا جزءا من خسائر المؤشر التي منيت بها السوق جراء سلبية قطاع البتروكيماويات، الأمر الذي انسحب على قطاعات أخرى مؤثرة مثل البنوك والطاقة والمرافق والاتصالات، فيما انتعش قطاع النقل والتجزئة والاستثمار المتعدد والأسمنت. وتعويض الخسائر جاء نتيجة التصريحات القوية لوزير المالية ورئيس هيئة السوق المالية والمؤسسة العامة التقاعد، والتي أعطت حافزا قويا وبعدا نفسيا إيجابيا أعاد الروح التفاؤلية إلى السوق بعدما كاد أن يهوي المؤشر إلى ما دون مستويات 6580 نقطة ويتحول الأداء إلى سلبية تامة قد يدخل معها المؤشر والسوق موجة تصحيح كانت تبدو معالمها في الأفق، خصوصا بعدما ارتفعت الكثير من الأسهم المضاربية وتتالت في البعض منها النسب المتكررة بالأخضر. كذلك أدى استقرار أسعار النفط رغم بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي أظهرت فائضا في المخزون وصدور أخبار عن مخاوف من استمرار نمو الطلب على النفط من الصين ومخاطر تطور الأزمة الأوروبية ممثلة في الديون البرتغالية واليونانية والتي كانت حاضرة في أداء الأسواق المالية العالمية. لكن الأمور رغم هذه البيانات السلبية كانت تميل إلى الاستقرار ولم تنجر بسببها الأسواق إلى موجة تصحيح قوية. لذا فإن وصول الأمور إلى هذه المرحلة وتوقفها عندها وعودة اللون الأخضر إلى سوق الأسهم السعودية وعودة أسعار النفط فوق حاجز 100 دولار من شأنه أن يعيد التفاؤل بإمكانية العودة إلى مقاومة 6760 ومنها إلى اختراق مقاومة 6790 والتي كانت قمة موجة تصحيحة هوت بالمؤشر في فبراير الماضي إلى مستويات لم يصلها منذ سنتين عندما هبط إلى 5232 نقطة. ومن المتوفع أن يقوم سهم سابك بقيادة المؤشر مرة أخرى باختراق تلك المقاومات، حيث إن قاع موجة جني الأرباح التي حدثت للسهم تعطي تفاؤلا بأنه متماسك فوق مستويات 106 ريالات ولديه عزم على تجاوز مقاومة 108.25 ومن ثم اختراق مقاومة 109.75 ريال، حيث سيكون سعر 110 ريالات تحديا حقيقيا للسهم، فإما أن يتجاوزه ويصل إلى اختبار مقاومة 112.75 ريال، أو يرتد من هذا السعر بشرط ألا يكسر سعر 107 ريالات كي لا يدخل السهم مرة أخرى ضمن سيناريو جني أرباح. ونجاح هذا السيناريو سيؤدي إلى تجاوز مقاومة 6692 نقطة ثم 6705 نقاط حيث ستكون نقطة 6722 نقطة محكا حقيقيا لمواصلة المؤشر لصعوده إلى مستويات 6850 نقطة. ومالم يتم اختراق وإغلاق فوق 6747 نقطة على الأقل للأسبوع المقبل فإن الوضع يستلزم رفع درجة الحذر خصوصا إذا لم يتمكن سهم سابك من تجاوز سعر 108.5 ريال والإغلاق فوقه أو بالقرب منه.