نفى مدير جهاز الاستخبارات الباكستانية شجاع باشا، ما تداولته وسائل إعلام عالمية بأن استخباراته خبأت زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أبوت آباد. ونقلت صحيفة ديوان الباكستانية في عددها الصادر أمس عن باشا قوله أمام البرلمان يوم الجمعة الماضي إنه لو أرادت الاستخبارات الباكستانية تخبئة بن لادن لفعلت ذلك بمهارة واحتراف أكبر، قائلا «إن الاستخبارات ما كانت ستخبئ بن لادن في مكان خال من أبسط قواعد الأمان وبدون مخارج احتياطية للفرار». وأضافت الصحيفة أن باشا أكد على أنه من دون دور الاستخبارات الباكستانية لما تمكنت نظيرتها الأمريكية من التوصل إلى نجاح في حربها على الإرهاب، مشيرا إلى أن الاستخبارات الباكستانية أوصلت الأمريكيين إلى ساعي بن لادن، الذي دلهم على مكان وجوده في نهاية المطاف. وكتبت وسائل إعلام باكستانية أنه بعد عملية قتل بن لادن توقف جهاز الاستخبارات عن التعاون مع الأمريكان في مجال تبادل المعلومات حول مكان تواجد متطرفين على الأراضي الباكستانية، وأوضحت، نقلا عن مصدر في الاستخبارات الباكستانية، أن الجهاز غاضب للغاية. ويعتبر خبراء أن توقف التعاون بين الجهازين في مجال إحباط عمليات إرهابية ممكنة يهدد حياة المواطنين الأمريكيين والبريطانيين وغيرهما المتواجدين في باكستان. من جهتها قالت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس إن أسامة بن لادن استقبل عدة مرات في منزله بأبوت آباد مسؤولين في «القاعدة» وفي حركة «طالبان»، موضحة أن بن لادن خلال خمس سنوات من تواجده في المنزل كان يتواصل مع العالم الخارجي بشكل مباشر وليس فقط عن طريق ساعي. وقال مصدر مطلع في حركة «طالبان» أفغانستان خلال اتصال هاتفي مع وسائل إعلام غربية إن بن لادن اعتبر اللقاءات مع أشخاص ضروريين هو الخيار الوحيد للبقاء فعالا، على الرغم من خطورة اكتشاف أمره. وخلقت عملية تصفية بن لادن في باكستان أزمة في البلاد، حيث أكدت السلطات أنها تنوي إجراء تحقيقات، كيف استطاع بن لادن العيش عدة سنوات بهدوء على أراضيها.