عند تجولك داخل سوق الطائف المركزية، يلفت انتباهك منظر عدد من السيدات يعرضن بضائعهن على الأرصفة، مفترشات الإسفلت غير مباليات لما يتعرضن له من حر الصيف و برد الشتاء. هؤلاء البائعات -أو ما يطلق عليهن ب «البسّاطات»- يعلمن أنهن يخالفن أنظمة البلدية التي تمنع الافتراش والبيع في الهواء الطلق، الا أن ما يجبرهن على ذلك هو عدم توفر أسواق نسائية متخصصة. «عكاظ» التقت عددا من البساطات في سوق الطائف المركزية اللاتي طالبن بتخصيص مواقع لهن تتفق مع إمكانياتهن المادية المحدودة التي لا تسمح بدفع قيمة الإيجارات الباهضة. تقول أم محمد إن «حياة أسرتها وأطفالها الأيتام تقوم على الدخل البسيط الذي تجنيه من بسطتها رغم محدوديته»، مطالبة البلدية بتخصيص أماكن مناسبة لهن، إذ إنها تدفع إيجار منزلها وتأمين معيشة أطفالها، مشيرة إلى أن دخلها اليومي لا يتجاوز 40 ريالا في أحسن الأحوال. من جهتها قالت أم عبدالله إن مندوبي البلدية يطالبون البساطات عدم البيع ومغادرة المواقع، ودائما ما يصادرون بضائعهن، مضيفة «نعلم أن وضعنا مخالف ولكن ما أجبرنا على ذلك هو البحث عن لقمة العيش، وناشدت أم عبدالله مسؤولي الأمانة تخصيص مواقع أو سوق نسائية بإيجارات محددة تسمح لهن بطلب الرزق الحلال». أما السيدة حصة فتذكر أن البلدية خصصت موقعا (أكشاك) داخل إحدى الحدائق المجاورة للسوق، وطلبت من البساطات الانتقال إليه، لكن بعد انتقالنا لم يحضر إلينا أي زبون واحد بسبب عدم مناسبة الموقع. من جهتها، أكدت أمانة الطائف على لسان المتحدث الرسمي اسماعيل إبراهيم، عدم نظامية البسطات النسائية داخل السوق المركزية، منوها أن الأمانة انشأت سوقا شعبية للنساء، لم تنتقل اليه البائعات للعمل فيه. وأكد إبراهيم أن الأمانة تقوم بإجراءات التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمعالجة وضع البسطات النسائية وتنظيمها.