بعد أن استقرت بائعات الأرصفة على البسطات الرسمية التابعة لأمانة محافظة جدة في مشروع إسكان الأمير عبدالمجيد الجنوبي ليمارسن عملهن بشكل نظامي وبأجور رمزية، إلا أنه سرعان ما بدأت البائعات في إطلاق الشكاوى من ارتفاع إيجار البسطات وافتقار المكان إلى دورات مياه، وانتشار اللصوص حولهن، وتحرُّشات بعض الشباب، إلى جانب إشكاليات التنافس فيما بينهن وتذمرهن من وجود بائعات غير سعوديات. وكان المشروع الذي دشن الأحد الماضي بالتعاون مع برنامج (باب رزق جميل) يهدف إلى تحسين دخل بائعات الأرصفة السعوديات. وتبلغ قيمة تأجير البسطة 2400 ريال سنويا (200 ريال شهريا)، ويعد المشروع الثاني بعد بسطات سوق المرجان في بلدية المطار. المقيمات ينافسننا شمس التقت عددا من البائعات، وتعرفت على انطباعاتهن عن البسطات الجديدة البالغ عددها 40 بسطة، والمشكلات التي تعترضهن؛ حيث قالت (أم علي) إنهن فوجئن بوجود بائعات غير سعوديات بينهن، على الرغم من أن المشروع مخصص للسعوديات فقط، كما قيل لهن. وقالت إن البائعات المقيمات يفترشن الأرصفة بشكل مخالف، ويجب على الأمانة أن تتدخل لفرض النظام وإبعادهن. أما أم عبدالله فاشتكت من ارتفاع قيمة إيجار البسطة مقارنة بالدخل البسيط الذي يأتيها؛ لذلك فهي ما زالت تفترش الأرض، وهو ما يؤثر على مبيعاتها من الملابس النسائية. وقالت: من يشتري ملابس مغبرة؟. دورات مياه وتكييف بينما لفتت أم رائد إلى نقطة اعتبرتها في غاية الأهمية، وهي حاجتهن الماسة إلى دورات مياه في الموقع؛ لأنهن يحضرن مبكرا مصطحبات معهن أبناءهن وبناتهن؛ فالطبيعي في موقع كهذا أن تتوافر فيه تلك الخدمة. وطالبت إحدى زميلاتها بتوفير مكيفات هواء أو ما في حكمها لتبريد الأجواء الحارة التي تحيطهن. وقالت: انظر إلى حالنا وكيف تغيرت (سحناتنا) من جراء الشمس الحارة. كما طالبت بأن يكون لبسطاتهن أبواب بأقفال لحفظ بضائعهن فيها، بدلا من نقلها نهاية العمل إلى بيوتهن وإعادتها في اليوم التالي؛ لأنه يشكِّل إرهاقا لهن. أما أم فهد فقالت إن الأمل ما زال يراودها بالحصول على كشك لتمارس فيه عملها في بيع الأطعمة الشعبية التي تصنعها في منزلها، على الرغم من أن مسؤولي الأمانة أكدوا لها أن الأكشاك المتوافرة كانت محدودة. سرقات وتحرشات وذكرت أم سعد أنهن يتعرضن للسرقات؛ فاللصوص يسرقون أغراضهن؛ لأنهن ضعيفات، ولا يقدرن على ملاحقتهم وحماية بسطاتهن. وأضافت أن الفتيات والنساء اللواتي يتجولن في السوق يتعرضن للتحرش والمعاكسات من قبل بعض الشباب، وقالت إن شابا لاحق قبل يومين فتاة، ولولا تدخلها لربما حدث لها مكروه. لكن أم نايف كان لها موقف آخر مغاير؛ فقد وصفت بعض زميلاتها ب(الأنانيات)؛ فهي (على حد قولها) كانت تمارس عملها معهن على الأرصفة لمدة ثلاث سنوات، لكنها فوجئت بعد سفرها إلى دبي لجلب بضاعة بتوزيع 40 بسطة في غيابها دون أن تراعي زميلاتها الاحتفاظ لها بكشك أو بسطة واحدة لها على الأقل، وقالت إن اثنتين من زميلاتها لديهن أربعة أكشاك، وهذا مخالف للعدل. وأضافت أنها حاولت التقديم لاحقا لكن دون جدوى؛ لأن الأمر يحتاج إلى (واسطة)، على حد زعمها. أما بعض البائعات المقيمات فوصفن اعتراض البائعات السعوديات على وجودهن بأنه غير عادل، وأكدن أن المشروع ليس خيريا حتى تخصص المنطقة لهن.. وذكرن أنهن على استعداد لدفع الإيجارات المطلوبة للحصول على مكان نظامي يبعن فيه. (كراج) سيارات وقال حامد الغامدي (زوج إحدى البائعات): حين سمعنا عن المشروع فرحنا وتصورنا أنه مشروع تجاري، ولكن ما رأيته أدهشني؛ فالمكان أشبه ب(كراج) السيارات؛ فكل ما حول المشروع يوحي بذلك. وأضاف: هل هناك مشروع ليس فيه لا ماء ولا كهرباء ولا أمان؟.. هل هناك مشروع ليس له فائدة للمستثمرين؟. وذكر أنه شارك زوجته التي تحمل شهادة جامعية في هذا المشروع تحقيقا لرغبتها في العمل.