تترقب الأوساط الداخلية والخارجية تشكيل الحكومة اللبنانية خلال الساعات المقبلة. وعلى صعيد ما ستحمله الأحداث في سورية من تداعيات، انعقد أمس في بكركي لقاء ديني جمع كافة القيادات من كافة الطوائف الإسلامية والمسيحية، في حدث يبدو ملحا في الشكل، وإن لم تكن المراهنات كبيرة على ما يمكن أن يحققه بالمضمون، خاصة مع تجنب البحث في القضايا الخلافية وبخاصة قضيتي المحكمة الدولية وسلاح حزب الله. البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي استضاف القمة أكد في مستهلها أن القمة الإسلامية المسيحية هي حاجة ملحة لأسباب داخلية هي الخلل في الوحدة الوطنية وظهور نزاعات طائفية سببتها خيارات سياسية متناقضة وضرورة تأكيد الثوابت والأهداف الوطنية المشتركة والميثاق الوطني القائم على العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين. وأشار إلى أسباب خارجية تؤكد أهمية انعقاد القمة هي الأزمات الحاصلة في الدول العربية وما لها من انعكاسات على لبنان ومقومات نسيجة، ولفت إلى أن لبنان يتميز بكونه دولة مدنية تحترم البعد الديني عند المواطنين كافة وتحول شعار لا للذوبان في محيطه، وشدد على ضرورة انعقاد لقاءات دورية للقمة، داعيا للتعاون بين السلطة الروحية والسلطة السياسية من أجل الخير العام. فيما أمل مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني خلال افتتاح القمة أن تكون لخير لبنان وخير المسلمين والمسيحيين وخير العرب. بالمقابل، وفي الشأن الحكومي، أكدت أوساط سياسية مقربة من قوى 14 آذار «أن إقدام الأكثرية الجديدة على تشكيل الحكومة ليس مستبعدا، خاصة أن إشارات سورية قوية وصلت إلى مكونات هذه الأكثرية بضرورة التشكيل السريع». وأضافت مصادر ل «عكاظ»: «إعلان التشكيلة سيكون كما هو متوقع نهار السبت أو مساء الجمعة إن لم تحصل تطورات تمنع ذلك وقرار الإفراج عن التشكيلة مرتبط بما ستشهده المدن السورية اليوم الجمعة من تحركات شعبية والتي يراهن النظام السوري على اضمحلالها هذا الأسبوع مما يسمح له بالذهاب بعيدا على صعيد الملف اللبناني». وختمت المصادر: «لبنان وسورية مقبلتان على أسابيع صعبة وحاسمة من شأنها أن تحمل الكثير من التطورات، فهناك من يريد من الحكومة الجديدة أن تتحول إلى ورقة يمكن المساومة عليها في اللحظات الإقليمية الحرجة والمتوقعة».