نعيم تميم الحكيم جدة صورة الشيخ الحكمي تظهر يمين سمو الأمير . (خبر عاجل) عبارة ظهرت على شاشة التلفاز جعلت عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي ينهض من مقعده نحو الريموت كنترول ليرفع الصوت ويستمع لنبأ سقوط الطائرة اليمنية في جزر القمر، متنقلا بين القنوات الإخبارية لسماع المزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة الأليمة، وبعد أن ألم بأطراف الخبر عاد الشيخ إلى مكتبه للاطلاع على المزيد من المراجع تحضيرا لأحد دروسه التي يريد تقديمها لطلبته. باختصار هكذا يقضي الشيخ علي حياته التي يصفها بالعادية بين ممارسة هواياته المفضلة، كالقراءة التي يعشقها منذ الصغر ومتابعة التلفاز وإلقاء الدروس والمحاضرات مع تخصيص حيز كبير للعائلة، يقول الدكتور علي: حقيقة أني أقضي جل وقتي متنقلا في القراءة بين أمهات الكتب في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والسير قديمها وحديثها، إضافة للدراسات الفكرية والإسلامية، ويعطي الشيخ الحكمي لكتب الأدب والشعر حيزا كبيرا فهو يطرب لحكمة المتنبي ويهتم بسلاسة أبيات البحتري ومعجب جدا بشعر الراحل السوري عمر أبو ريشة خصوصا في قصائد المناسبة، أما شعر الغزل فإن الشيخ لا يهتم بها كثيرا بل إنه لا يحب الشاعر نزار قباني ولا يستمع لشعره. لا يتوقف الشيخ عند القراءة فقط بل إنه يحرص على متابعة الصحف المحلية بكل توجهاتها مقسما الصحف إلى قسمين قسم متزن وقسم لديه شطحات.. لافتا إلى أنه يقرأ كلا النوعين ليطلع على ما يكتب فيها ويرى في «عكاظ» جريدة شاملة يجد فيها القارئ مبتغاه. ويحرص الشيخ على متابعة آخر المستجدات عبر نشرات الأخبار والبرامج الحوارية فهو يضع قناتي الجزيرة والعربية في أولوياته، بالإضافة للتلفزيون السعودي وقناة المجد التي يعتبرها تقدما إعلاميا إسلاميا متميزا، وليس هناك برنامج أو إعلامي معين يغري الشيخ بعينه، بل إنه يبحث عن الموضوع المميز ويتابعه. خارج المنزل يحرص الشيخ على ممارسة رياضة المشي ولكنه لا يتابع الرياضة. ولم يغر سفر الشيخ وهو مازال طالبا لدراسة الماجستير إلى مصر وتركيا أو تنقله بين بلجيكا وأسبانيا وبريطانيا في مهمات عمل بحب السفر، فهو لا يعشقه ويفضل البقاء في السعودية.. معللا ذلك بعدم راحته في دول غير إسلامية ليس بها أذان.. مستثنيا ماليزيا التي يشعر فيها بالطمأنينة بأجوائها الإسلامية والمزج الجميل بين الحضارات التي أفردتها بثقافات مميزة. ولم يستسلم الشيخ أمام التقانة، بل أقام معها علاقة جيدة من خلال استخدامه البسيط للحاسب الآلي على حد وصفه خصوصا في تصريف أموره، بينما يستعين بأبنائه وتلاميذه لتنفيذ ما يعجز عنه. على مائدة الطعام يسير الشيخ على المنهج النبوي، فلا يفضل أكلة على أخرى، فجميعها لديه متساوية، وجميع الأغذية المباحة محببة لدى الشيخ الذي يحب أن يختم يومه بالقراءة كما بدأه بها.