يتساءل البعض من المصلين عن الحكم الشرعي لمسح الوجه باليدين عند الفراغ من الدعاء، «عكاظ» استعرضت عددا من الآراء لمجموعة من الفقهاء والعلماء في سياق السطور التالية: مستحب عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله) : «حكمه أنه مستحب؛ لما ذكره الحافظ في البلوغ في باب الذكر والدعاء، وهو آخر باب في البلوغ، أنه ورد في ذلك عدة أحاديث مجموعها يقضي بأنه حديث حسن». غير مشروع محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) : «مسح الوجه باليدين بعد الدعاء الأقرب أنه غير مشروع؛ لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة حتى قال شيخ الإسلام رحمه الله : إنها لا تقوم بها الحجة، وإذا لم نتأكد أو يغلب على ظننا أن هذا الشيء مشروع فإن الأولى تركه؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الظن إلا إذا كان الظن غالبا، فالذي أرى في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أنه ليس بسنة والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف دعا في خطبة الجمعة بالاستسقاء ورفع يديه ولم يرد أنه مسح بهما وجهه، وكذلك في عدة أحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ورفع يديه ولم يثبت أنه مسح وجهه». سنة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (رحمه الله) : «ورد مسح الوجه بعد الدعاء في حديث فيه ضعف لكن له شاهد من طرق أخرى وبذلك يعمل به فقد حسنه الحافظ ابن حجر في آخر بلوغ المرام وكفى بالحافظ حجة وقد أقره الشارح الصنعاني في السبل وذكر الحكمة في ذلك أن اليدين بعد رفعهما لا يردهما الله صفرا أي لا بد فيهما من خير ورحمة فأولى الأعضاء بهذا الخير هو الوجه فيمسح بهما هكذا استنبط. ثم يقال أيضا رفع الأيدي في دعاء القنوت من السنة؛ فبعده يمسح بهما وجهه، وكذلك إذا دعا خارج الصلاة سن له رفع اليدين، وبعد الدعاء مسح الوجه بهما، وأحاديث رفع اليدين جمعها السيوطي في رسالة له اسمها (قبض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء)، وأحاديث مسح الوجه جمعها الشيخ بكر أبو زيد في بعض رسائله فبلغت سبعة أحاديث، وروى ذلك أيضا من فعل كثير من الصحابة، وهو يعم الدعاء في الصلاة وخارج الصلاة».