أوضح عضو هيئة تدريس كلية الشريعة في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح أنه لم يرد في السنة ما يؤكد رفع اليدين في دعاء القنوت بصفة المبالغة، وإنما الأصل أن تكون اليدين حذو الصدر. وقال: رفع اليدين في دعاء القنوت ورد فيه رأيان، أولهما ما جاء عن جمهور العلماء والفقهاء والمحدثين، أنه يسن رفع اليدين في دعاء الوتر؛ قياسا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من رفع اليدين في القنوت، وذلك فيما رواه البيهقي بإسناد لا بأس به عن أنس رضي الله عنه في قصة القراء الذين قتلوا، مشيرا إلى أن الإمام أحمد قد سئل هل ترفع الأيدي في الوتر؟ فقال: نعم، يعجبني. وبين أنه جاء رفع اليدين في القنوت عن جماعة من الصحابة، بل ذكر ذلك البخاري في جزء رفع اليدين عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبي موسى رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين، وهو مذهب أبي حنيفة، وقد قال البيهقي: إن عددا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد رفعوا أيديهم في القنوت إلا أن المشكلة في المبالغة في رفعهما. وأما الرأي الثاني هو ما ذهب إليه طائفة من أهل العلم إلى أنه لا يسن رفع اليدين في القنوت، كما قال الزهري رحمه الله: لم تكن ترفع الأيدي في الوتر في رمضان، وجاء المنع أيضا عن الأوزاعي، وهو مذهب مالك؛ استنادا إلى عدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم. واختتم الدكتور المصلح حديثه قائلا: «كأن الأقرب في هذين القولين والرأيين هو مشروعية رفع اليد في دعاء القنوت لكن لا تصل إلى المبالغة».