كتب أحد المراهقين (طالب في الثانوية) داخل كتاب الإنجليزي نقدا حادا لمدير المدرسة، وأنه ديكتاتور كبير وقاس حتى مع المعلمين الذين «ينتقدونه بالخفاء»، لكنهم وحين يظهر أمام باب الفصل يبتسمون له ويؤكدون أنه لا ينقصهم شيء، مع أنهم يتذمرون بسبب توزيع الحصص، ومن ينافق المدير يخفف عليه عدد الحصص الأسبوعية ويغض الطرف عن كثرة استئذاناته، ومن يغضب منه ينكل به.. معلم الإنجليزي حين رأى ما كتبه «المراهق»، أخذ الكتاب للمدير. البعض يقول: إن المعلم فعل هذا لمعاقبة الطالب الوقح، البعض الآخر يفسرون الأمر على أن معلم الإنجليزي لا يحب المدير؛ لأنه المعلم الوحيد الذي أعطي عدد حصص أكثر من البقية، فأراد المعلم أن يغضب المدير بما كتب عنه، وليس مهما أن يعاقب المراهق. هذه القصة رواها ذات مساء أحد الأصدقاء لنا أنا وصديق آخر. تابع الراوي يقول: من المفترض أن نمنح أبناءنا مساحة من الحرية والخصوصية، وألا يتم تفتيش كتب الطلاب والطالبات أو حقائبهم، وأنه في حال يريد المعلم رؤية كتاب طالب أن يستأذن منه، وبهذه الطريقة غير المباشرة سنعلمهم احترام خصوصية الآخرين، طالما نحن احترمنا خصوصيتهم، أما أن نفتشهم عنوة وبفظاظة، فنحن نصنع جيلا فظا لا يحترم خصوصية أحد، إننا بهذه الطريقة نقبل ونبيح أن تخترق خصوصية الإنسان، وهذا محرم أو هكذا فهمت «لا تدخلوا البيوت إلا أن يؤذن لكم»، وعلى هذا لا تفتحوا الحقائب الكتب الجوالات إلخ قبل أن تستأذنوا. فرد عليه صديقنا قائلا: «أنت سعودي» ؟ بدا السؤال مدهشا، تابع صاحب السؤال: «يا أخي أنت أخلاقك «مهيب» سعودية، إن ما راقبنا عيالنا من يراقبهم أجل، وبعدين بدل ما تنتقد «قليل الأدب» الذي لا يحترم الكبار، تطالب بأن يسمح بقلة الأدب، أمرك عجيب يا أخي». حاول صديقنا توضيح فكرته، وأن مسألة غضب المراهق ليست على المعلم، بل تصل للأب، وأنه لا يوجد ابن بالعالم لم ينتقد والده بل وفي أحايين نادرة يتمنى موته، ولكنها أمنية ليست أصيلة، بل لحظة غضب يفرغها المراهق؛ لأنه حرم من شيء ما، وأننا لو فتحنا عقول أبنائنا سيهولنا كمية النقد الموجهة لنا، وأن علينا تفهم أسباب الغضب، وأن نترك للمراهق خصوصيته. هذا التوضيح جعل الأمر أسوأ فأعيد السؤال: «وش خصوصيته ذي، أنت سعودي» ؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة