يذهب الطالب إلى المدرسة كل يوم وهو ينوء بحِمْل ثقيل من الكتب المدرسية حسب جدول الحصص، لكن هل يستفيد الطالب من حَمْل كل هذه الكتب معه إلى المدرسة؟ لو تطرقنا إلى المناهج العلمية للمرحلة الثانوية (الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء) فسنجد أن دورها هامشي بشكل كبير. ومنذ دراستي في المرحلة الثانوية إلى أن تخرجت وكل مدرسي المواد العلمية يرددون عبارة (لا تحضر الكتاب معك.. اهتم بدفتر الفصل). وقتها كنت لا أعي لماذا يتجاهل المعلمون الكتاب المدرسي، لكني أدركت لاحقا كم كانوا على حق؛ فكتب المواد العلمية غامضة ومعقَّدة بشكل كبير، وتحتاج إلى تبسيط الطرح والتوضيح والاستعانة بمهارات وفنون العرض؛ كي ينجذب الطالب إليها وتنفتح شهيته؛ لكي يستوعب معلوماتها. أما إذا أتينا إلى مادة اللغة الإنجليزية فهذه أحجية أخرى حار الجميع في فك طلاسمها؛ فكثير من الطلاب يتخرجون في الثانوية العامة ولا يفقهون من هذه اللغة إلا Yes وNO. ولحل هذه الإشكالية أقترح أن نهتم بالمنهج بشكل خاص؛ فهو مثل الأساس الذي يقوم عليه البنيان؛ فإذا كان قويا متماسكا وصل الطالب إلى مراحل عليا من التعليم وهو في أتم التأهيل والاستعداد إلى أن يخرج إلى مجتمعه ويقدم إضافة جديدة.