رفضت المعارضة اليمنية في بيان أصدرته أمس التوقيع على الصيغة الجديدة للمبادرة الخليجية، والقاضية بترشيح 30 ممثلا من حزب المؤتمر الحاكم وحلفائه والمعارضة اليمنية وشركائها بالتناصف، مؤكدين تمسكهم بالاتفاقية الصادرة في21 أبريل الماضي، مؤكدين مساندتهم لمطالب الشعب. وقال البيان «نعلن بوضوح تمسكنا بالاتفاق المسلم إلينا من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزيانيفي يوم الخميس 21/أبريل الماضي، وتمسكنا بتأكيدات الأشقاء بأنهم لن يقبلوا بتغيير أو تبديل حرف واحد في الاتفاق». وأعربت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة وشركاؤه في البيان الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه عن تقديرهم البالغ لما بذله ويبذله الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من جهود خيرة ومساع حميدة. وأدان بيان اللقاء المشترك الذي صدر عقب اجتماعهم أمس المناورات والمراوغات التي لجأ إليها النظام بشأن التوقيع على الاتفاقية المقدمة من الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي لحل المشكلة اليمنية الراهنة. وأعتبر البيان أن أي تأجيل أو مماطلة إضافية من قبل النظام في توقيع هذا الاتفاق كما هو لن يكون لصالح العملية السياسية، وسيضع النظام أو ما تبقى منه وجها لوجه أمام خيارات الشعب. إلى ذلك أتهم الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام «الحاكم في اليمن» أحمد بن دغر قوى متطرفة في أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالدفع بالأمور إلى حافة الهاوية وتعمل تعطيل أي اتجاه للوفاق. وأعتبر بن دغر المبادرة الخليجية شكلت الأرضية المناسبة والإمكانيات الحقيقة أمام السياسية الفاعلة في الساحة للوصول إلى اتفاق قائلا: «لننظر إلى المستقبل ونقول بأن هناك إمكانية حقيقية أمام القوى السياسية الفاعلة في الساحة للوصول إلى اتفاق». وقال «بن دغر» المؤتمر أيد كل مبادرات الرئيس للخروج من الأزمة وكانت مبادرات على قدر كبير من المسؤولية، والمرونة في التعاطي مع التطورات، كان هم الرئيس علي عبد الله صالح دائما هو الحفاظ على البلاد موحدة آمنة ومستقرة، لكن الأخوة في المشترك كانوا مع كل مبادرة يصعدون من مطالبهم ويرفعون سقوفهم السياسية». في غضون ذلك أصدر شباب ساحة التغيير في العاصمة صنعاء وثيقة معمدة بالدم للزحف على القصر الرئاسي اليمني والاقتصاص لدماء شهدائهم رفضين المبادرة الخليجية معتبرين أي حوار أو اتفاق مع النظام بين المعارضة والسلطة هو التفاف على ثورتهم التي خرجوا من أجلها وضحوا بدمائهم. وقال عضو اللجنة الإعلامية في ساحة التغيير في صنعاء منير الشقاف ل«عكاظ» لدينا خطة مدروسة، ووفق عدد من الخيارات والبرامج التصعيدية وبفترات محددة ونحن نعمل حاليا وفقها، وآخر خيار هو خير الزحف سنحدد موعده في حينه. من جهة ثانية، بدأ رئيس حكومة تصريف الأعمال اليمنية علي مجور أمس من مسقط جولة خليجية تقوده إلى دول مجلس التعاون. وقال مجور للصحافيين قبيل مغادرته صنعاء إنه «سينقل خلال زيارته رسائل من الرئيس علي عبدالله صالح إلى قادة دول الخليج تتعلق بتطورات الأوضاع السياسية في اليمن والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة في البلاد» وتقدمت دول الخليج بمبادرة لحل الأزمة اليمنية بين الحزب الحاكم والمعارضة أعلنها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم في الثالث من أبريل (نيسان) الماضي تقضي بتنحي صالح عن الحكم ما عكر العلاقات القطرية اليمنية. وبعدها عدلت المبادرة في العاشر من أبريل إلى استقالة صالح، غير أنه رفض التوقيع عليها بصفته رئيسا لليمن، بل كرئيس للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام. وأوضح مجور «أن الرسائل التي سيحملها لقادة دول الخليج تتضمن تجديد التأكيد على حرص اليمن وقيادتها السياسية على إنجاح المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية التي تمر بها اليمن، وتغليب مصلحة الوطن ووضعه فوق كل اعتبار». ووصف مجور المبادرة الخليجية بأنها «فرصة سانحة لجميع الأطراف السياسية للخروج من الأزمة الراهنة وحلها، انطلاقا من حرصهم على أمن واستقرار ووحدة وسلامة اليمن، باعتبار ذلك عامل أساسي ومهم لأمن واستقرار المنطقة».