أبو عمر، قارئ مواظب من المدينةالمنورة، بعث إلى أفياء برسالة طريفة افتتحها ببيتي شعر يشتكي فيهما بؤس حاله: يا عزيزة أونس بقلبي هواجس (ن) وضيق والبلد ضاقت علي جميع أقطارها كني البحار في غبة الموج العميق وين ما دار الهوى بالسفينة دارها أبو عمر ضاقت عليه أقطار البلد وكثرت الهواجيس بقلبه، ليس لوقوعه في الحب وتعرضه للهجر والصد، وإنما لقلة المال وكثرة الديون، فحياته بؤس ونكد، ينام على تهديدات صاحب الشقة بالطرد، ويستيقظ على طرقات الدائنين، ويمسي ممزق القلب بنشيج أولاده كلما عجز عن تأمين ما يطلبونه منه. لكنه اعتاد حين تضيق به الدنيا بهذه الصورة، أن يهرب من واقعه إلى عالم الحلم فليس هناك ما هو أفضل من الأحلام للعيش فيها لحظات بعيداً عن مآسي الحياة، العيش في عالم الخيال يخفف علينا وطأة ثقل الواقع ويمدنا بطاقة متجددة لمواصلة البقاء وسط بؤس الهموم. ولأن أبا عمر يسمع كثيراً عن كرم أحد المحسنين وما اشتهر به من صفات الجود وسعة الفضل وكريم العطاء، فإنه كثيراً ما يفر بأحلامه إلى فناء ذلك المحسن لاجئا في حماه، مطلقاً لآماله السراح، فالسفر في فضاء الأحلام يجعلك حراً، تفعل ما تشاء بحرية لا يقيدها شيء، ولا يحد منها خشية نقد أو سخرية، يحلم أنه قابل ذلك المحسن، وشكا إليه معاناته وكبده، فاستنهضت استغاثاته مروءة المحسن المفضال، فامتدت إليه يده المحسنة تربت عليه وتطمئنه إلى أن حاجته مقضية وأن همه زائل ودمعه مغسول، فيصحو من أحلامه مبتهجاً يردد مع الشاعر قوله: وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات أبو عمر يقول هو يردد ذلك البيت حتى وإن كان لا يتفق مع الشاعر في حصره فضيلة قضاء حاجات الناس في الرجال وحدهم، فهذه الفضيلة كما يقول، خلق كريم يهبه الله سبحانه لمن يحب من عباده من الرجال والنساء على السواء. وأقول لأبي عمر، زادك الله بصيرة وحسن رؤية، وفرج الله ضيقك على يد عبد من عباده الذين يحبهم، رجلا كان أو امرأة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة