( معاذ أبو شرخ ) .. واحد من الأسرى الفلسطينيين الذين شملتهم صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حماس والكيان الصهيوني المحتل ، لم تدم فرحته طويلاً بفك قيده من الأسر لأنه كان من ضمن المستبعدين عن الضفة حيث يقبع بيته ويسكن أبواه ، لقد أرادت عنجهية المحتل إزهاق سعادته بالتفريق بينه وبين أسرته لتبقي بعضاً من الكمد في نفسه وفي نفس أمه وأبيه .. لا تريد أن ينعم معاذ وأسرته بثمار الصفقة .. هكذا يبدو ، لكن الناس طمأنوه على أسرته وأخبروه أن والديه قد منّ الله عليهما بالحج هذا العام على نفقة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – ضمن الألفي حاج الذين شملتهم المكرمة الكريمة من أسر الشهداء والأسرى ، فألقت هذه الأخبار على نفسه شيئاً من السكينة وراحة البال ، وما لبث في قطاع غزة الذي استبعد قصراً إليها غير قليل حتى بدأ الناس يتداعون بحملة حج جديدة على نفقة خادم الحرمين الشريفين أيضاً .. لكنها هذه المرة موقوفة حصراً على الأسرى المحررين ، تكريماً لهم وابتهاجاً بما منّ الله عليهم من فُرجة بعد الضيق وحرية بعد قسوة القيد ، لقد كانت هذه المكرمة بمثابة الغيث على صدر ( معاذ ) الذي طال به الجدب ، فاستنهضت فيه بساتين الفرحة من جديد .. فأمل اللقاء بوالديه بدأ يتراءى له بعد أن كاد أن يذوب في بحر قنوطه ، فلله ما أكرم ربه عليه الذي ألهم عبده خادم الحرمين بهذه الحملة السخية وكأنه كان يعلم حفظه الله بأمر هذا الأسير وما يستعر في حناياه من لوعة على والديه فأرخى له حبل النجاة ليتشبث به وينجو من بئر حسرته وفجيعته ، وبالفعل كان ( معاذ ) على موعد بلقاء والديه رغم أنف المحتل الإسرائيلي ليس أمام المعتقل أو عند باب داره كما كان يحلم ، بل في أطهر بقاع الأرض على وجه الأرض ، في مكة الخير وهو في إهاب العبادة ولذة الطاعة على صعيد عرفات الطاهر في يوم أكمل الله فيه دينه ، وأتم النعمة على عباده . إن كان لي من رجاء .. فليس أكثر من أن يشاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا اللقاء الذي التقطته كاميرات الحجاج حينما التقى معاذ بوالديه في عرفة ، يجب أن يشاهده ليطمئن قلبه على ما قدم ، ولتقر عينه بفرحة كان السبب في اضطرامها بعد أن كادت أن تموت في مهدها تحت يد الظالم المحتل .. مشاهدة ممتعة . http://www.youtube.com/watch?v=mPv9k6zMckM عبدالرحمن ظافر [email protected]