تعرضت المبادرة الخليجية لانتقال السلطة التي كان من المفترض أن يتم التوقيع عليها أمس في الرياض لمفأجاة اللحظات الأخيرة، إذ رفض الرئيس اليمني التوقيع على الاتفاق، مؤكدا أن قادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم مخولون بالتوقيع عليها، فيما اعتبرت المعارضة اليمنية، أن عدم توقيع الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا على الاتفاق يعتبر نقضا وانتهاكا له. وأفاد أحمد الصوفي المستشار الإعلامي للرئيس اليمني في تصريحات ل «عكاظ»، إن الرئيس لم ينقض اتفاق نقل السلطة إطلاقا، مؤكدا أن الاتفاق هو الأساس بين حزب المؤتمر الحاكم والمعارضة اليمنية. وأضاف أن المعارضة انتهكت الاتفاق عبر محاولتها المستمرة في إبداء الملاحظات عليها بهدف المراوغة والتملص. وقال إن الرئاسة كانت ولا تزال تدعم المبادرة الخليجية ومستعدة للتوقيع على الاتفاق في أي وقت، بيد أنه قال إن لغة المبادرة الخليجية تقبل التأويل وتحتاج إلى توضيح. وزاد «إن إقحام اسم الرئيس اليمني في مراسيم التوقيع غير مقبول، موضحا أن الرئيس اليمني ليس طرفا في مراسيم التوقيع البرتوكولية، باعتباره رئيسا للجمهورية وله مكانته الرسمية. وتابع قائلا «إن المبادرة الخليجية أعدت وطرحت على الطرفين الرئيسين، من خلال اجتماعين منفصلين مع وزراء خارجية التعاون في الرياض وأبو ظبي. وتساءل «لماذا يقحم اسم رئيس في هذا الاتفاق». واعترف الصوفي أن المبادرة أمام امتحان صعب، موضحا أن المعارضة أرادت من خلاله أن تظهر منتصرة أمام الرأي العام. وأشار إلى أن الرئيس مع انتقال سلس للسطة في إطار الدستور. وحول الخطوة القادمة اكتفى بالقول إن الكرة الآن في ملعب مجلس التعاون. من جهته، أكد ياسين سعيد نعمان رئيس اللقاء المشترك في تصريحات ل«عكاظ» إن المعارضة ملتزمة ببنود الاتفاقية الخليجية نصا وروحا، وعلى أتم الاستعداد للتوقيع على اتفاق نقل السلطة فور توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عليها. وأفاد رئيس اللقاء المشترك، الذي تنضوي تحت لوائه جميع أحزاب المعارضة، إن اتفاق انتقال السلطة ليس بين الحزب الحاكم والمعارضة بل بين الرئيس اليمني والمعارضة. وأضاف أن الكلمة الفصل هي لمجلس التعاون الخليجي وننتظر الرد منهم. وتابع قائلا «إن المعارضة ترفض المساومة وإن اتفاق نقل السلطة رزمة متكاملة ومترابطة لا يمكن تجزئتها»، موضحا أن على الرئيس اليمني التوقيع عليه لكي يصبح نافذا. إلى ذلك، أكدت مصادر السلطة والمعارضة في تصريحات ل «عكاظ» أن مهمة الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في صنعاء كانت صعبة وشاقة لجهة إقناع الأطراف اليمنية للتوقيع على الاتفاق. وقال مصدر في المعارضة اللقاء المشترك المعارض اجتمع مع الزياني لمدة ساعتين و أبلغوه جاهزيتهم للتوقيع شريطة أن يقوم صالح بالتوقيع على المبادرة قبل أن يذهب وفدا السلطة والمعارضة إلى الرياض لحضور مراسم التوقيع. من جهته، أوضح رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب الحاكم في اليمن سلطان البركاني أن الرئيس لم يرفض المبادرة ولكنه عرض على الزياني خيارين للتوقيع على المبادرة الأول ينص على مغادرة وفد المعارضة ووفد الحزب الحاكم للرياض للتوقيع على المبادرة في الرياض ويقوم بعد ذلك الرئيس بالتوقيع عليها في صنعاء، والاقتراح الثاني أن يتم نقل مراسم توقيع المبادرة إلى صنعاء بين ممثلي الحزب الحاكم واللقاء المشترك ويقوم الرئيس باعتمادها كرئيس للدولة». وكان الزياني قد غادر صنعاء أمس الأول بعد رفض الرئيس صالح التوقيع على اتفاق انتقال السلطة.