أكد المسؤول في الحزب اليمني الحاكم سلطان البركاني امس ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مازال يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية ويشترط الاتفاق على "آليات التنفيذ" قبل التوقيع. وكان انصار قامو صالح بقطع عدد من الطرقات الرئيسية في صنعاء رفضا لتوقيع الرئيس المتوقع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه. ومنذ الصباح، قطع انصار الرئيس شوارع رئيسية في العاصمة اليمنية خصوصا طريق المطار وميدان التحرير في وسط المدينة حيث مقر الحكومة وطريق القصر الجمهوري حيث من المتوقع ان يقوم صالح بالتوقيع على المبادرة، اضافة الى شوارع رئيسية اخرى. ورفع انصار للرئيس صور صالح في الشوارع المقطوعة. ويأتي ذلك فيما يقوم المحتجون المطالبون باسقاط النظام بتحرك ضخم ايضا في صنعاء قد يكون الاكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام قبل اربعة اشهر، وكذلك في مدن يمنية اخرى. واكد المتظاهرون بدورهم رفضهم للمبادرة الخليجية مشددين على مطلب رحيل صالح ومحاكمته. ورددوا شعارات مثل "يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر" في اشارة الى الامين العام لمجلس التعاون الخليجي. ولبس الشباب المحتجون الوان العلم اليمني. ويأتي ذلك فيما اشترط الرئيس اليمني التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على المبادرة الخليجية في القصر الجمهوري مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة"، وذلك بعد توقيع المعارضة منفردة على المبادرة التي يفترض ان تؤدي الى انتقال السلطة في اليمن. واكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في اعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة ان تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع" بما في ذلك احزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية ليل السبت الاحد. وكان اللقاء المشترك وقع بشكل منفرد مساء السبت على المبادرة التي تنص على تنحي صالح في غضون شهر، وذلك بحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي، بحسب مصادر معارضة، ولكن دون الاعلان رسميا عن ذلك. وكان من المفترض ان يوقع صالح على المبادرة امس بحسب مسؤولين في حزبه. ودعا الحزب الحاكم الى توقيع علني امام وسائل الاعلام وبحضور السفراء "بما يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة واراقة الدماء". واكد الاجتماع ان "التوقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها". وفي تصريح لقناة العربية، اكد المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان ان المعارضة لا ترفض بالضرورة مبدأ التوقيع بشكل مشترك على المبادرة الخليجية مع صالح، وانما قال ان ذلك يجب ان يتم في سفارة الامارات العربية المتحدة. من جهتها، اكدت مصادر في المعارضة لوكالة فرانس برس تشكيكها في نية صالح التوقيع على المبادرة. وذكرت المصادر ان المعارضة اعطت صالح مهلة حتى ظهر الاحد بتوقيت صنعاء للتوقيع على المبادرة. من جانبه اكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية امس ان الثورة ستقتلع الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة اذا لم يوقع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه. وقال محمد قحطان انه "اذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما مذلولا". واعتبر قحطان ان "الرئيس يريد ان يتنصل من التوقيع وهو متهالك على السلطة" في اشارة الى اشتراطه التوقيع بشكل مشترك وعلني مع المعارضة على المبادرة في القصر الجمهوري، وذلك غداة توقيع المعارضة منفردة على المبادرة. وقال قحطان في هذا الاطار "لن نشارك في اي توقيع في القصر الجمهوري" كما اشترط الرئيس، ولكن اعرب عن استعداد المعارضة للتوقيع في سفارة الامارات او في الرياض او اي عاصمة خليجية. وذكر ان توقيع المعارضة مساء السبت بحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني كان بموجب بروتوكول اتفق عليه مسبقا مع الوسيط الخليجي بعد رفض صالح التوقيع في الرياض.