راوحت الأزمة اليمنية مكانها رغم توقيع المعارضة اليمنية البارحة الأولى على الاتفاقية الخليجية بشكل منفرد، حيث اشترط حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية بشكل مشترك مع المعارضة في القصر الجمهوري، مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع «في الغرف المغلقة» في إشارة إلى توقيع المعارضة منفردة على المبادرة. وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة الرئيس اليمني على عبد الله صالح على «ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة الخليجية في القاعة الكبرى في القصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع» بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك. وأكد الاجتماع أن «التوقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها». وأفاد المستشار الإعلامي للرئيس اليمني أحمد الصوفي في تصريحات ل«عكاط» أن الرئاسة قدمت دعوة لاحزاب المعارضة لحضور مراسم التوقيع في القصر الرئاسي، مؤكدا رفض الرئاسة التوقيع في غرف مغلقة. مؤكدا أن الرئيس مستعد للتوقيع أمام مراى ومسمع العالم. وحمل الصوفي مسؤولية ما يجري على المعارضة قائلا: إن المعارضة لاترغب في الالتزام بالمبادرة وتخشى الظهور في العلن. من جهته، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة، أن المعارضة لن تشارك في حفل توقيع المبادرة الخليجية في قصر الرئاسة اليمنية حسب رغبة الرئيس اليمني. وأفاد في تصريحات ل«عكاظ» أن أحزاب اللقاء المشترك لن تحضر إلى الرئاسة للتوقيع، موضحا أن المعارضة وقعت البارحة الأولى على الاتفاقية. وقال لم نوقع الاتفاقية في غرف مغلقة حسب زعم الرئيس، بل وقعناها أمام الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي يعتبر شاهدا على الاتفاق. من ناحيته، رفض الناطق باسم اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان الحضور إلى دار الرئاسة للتوقيع على المبادرة الخليجية، موضحا أن المعارضة أدت دورها والتزمت، ووقعت على المبادرة الخليجية بحضور سفراء واشنطن ولندن الاتحاد الأوروبي بموجب بروتوكول اتفق عليه مسبقا مع الوسيط الخليجي بعد رفض صالح التوقيع في الرياض. ودعا واشنطنوالرياض إلى الضغط على الرئيس علي عبدالله صالح ليوقع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة في اليمن. وزاد، إذا ترغب الرئاسة أن نوقع، فلنوقع سويا في إحدى الدول الخليجية سواء المملكة أو الإمارات أو غيرها، موضحا أن المعارضة وقعت على المبادرة الخليجية لأنها تثق بالأشقاء في دول الخليج وتتفهم حرصهم على أمن وسلامة واستقرار اليمن، وأضاف أن الرئاسة عودتنا على التلكؤ والالتفاف على المبادرة ومحاولة تعطيلها. وقال إنه «إذا لم يوقع صالح فالثورة ستقتلعه». أما رئيس الدائرة الإعلامية للمعارضة محمد الصبري قال: إننا لن نتنازل عن مطالبنا المتمثلة بالتنحي الفوري، موضحا أن المعارضة تعي جيدا أن الرئيس اليمني لا يمكن أن يترك كرسي تشبث به 33 عاما. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد طلب عقب توقيع المعارضة على المبادرة الخليجية بأن يعاد التوقيع في الدار الرئاسية بين الأطراف على طاولة واحدة.