يقال إن أحد أبناء البادية قد جاء إلى المدينة لشراء حصته من الشعير من ساحة وقوف الشاحنات، وعندما وجد طابورا من السيارات اصطف خلفها كالمعتاد وعندما وصل إليه الدور بعد ساعات طويلة وجد أن الطابور كان على الاسمنت وأن طابور الشعير كان في الجهة المجاورة! هذا ما يؤشر تجاه تراكم الأزمات والاختناقات السلعية دونما أسباب موضوعية!! هذه المشاهد الدرامية التي تحدث في الأسواق اليوم، ومثل هذا التدافع الرهيب الذي يؤدي إلى حالات من الإغماء لن تجد له سببا لأن كلا يرمي بالكرة على الآخر، وهذه في اعتقادي أبرز وجوه وملامح مثل هذه الأزمة المزمنة. بصرف النظر عن التفاصيل فالمسألة تتعلق باختناق إداري وتنظيمي بسبب عدم قدرة شرايين الأجهزة الحكومية المعنية على تحقيق الدورة التجارية المطلوبة أو التعاطي مع المتغيرات بما تتطلبه من ديناميكية وهذه أم المشكلات لمعظم الظواهر الاقتصادية المزمنة وانعكاساتها الاجتماعية المباشرة على البلاد. السلع الأخرى مستقرة لأنها تخضع لقانون العرض والطلب دونما قيود أو تعليمات تتعلق بالدعم أو الاستيراد. تقاطع دور الجهات الحكومية كالمالية والتجارة مع دور القطاع الخاص المكمل دونما تكامل خلق هذه الأزمات المتلاحقة التي لا تحدث في الأرز أو السكر لأنك أمام مستورد ومستهلك ليس بينهما وسيط.. هذه البيوقراطية التي أدت إلى تعطيش السوق خلقت «لوبي» عالميا يعمل منذ سنوات لرفع أسعار هذه السلعة معتمدا على الدعم الحكومي.. وكان له ما أراد. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة