نعاني مع صحفنا مشكلة ليست بالصغيرة، فما تنقله لنا الصحف في بعض المرات من أخبار محرفة أو غير صحيحة، نتيجة استعانتها بمراسلين ومحررين يفتقرون إلى الكفاءة التي تمكنهم من الفهم والاستيعاب والتعبير الجيد والصحيح عما يسمعون أو يشاهدون، يوقع الكتاب في مأزق وحرج كبير.. فالكتاب في مرات كثيرة يتفاعلون مع الأخبار المنشورة في الصحف حين يرون فيها جانبا مسيئا إلى المجتمع أو مضرا بالمصلحة العامة، فيعلقون على ذلك منتقدين مضمون الخبر المنشور، لكنهم لا يلبثون أن يجدوا من نقل عنه الخبر يكذب ذلك ويؤكد أن ما نقل كان تحريفا وسوء فهم لما قاله، فيقعون في حرج كبير، ليس أمام من أكد لهم كذب الخبر فحسب، وإنما كذلك أمام القراء والرأي العام. فتكرار مثل هذه المواقف ينتهي بالناس إلى فقد الاحترام للكاتب وللصحافة وما يرد فيها ومن يكتب فيها. إني هنا أحمل المسؤولية كاملة على مؤسساتنا الصحفية التي لا تعنى باختيار بعض المراسلين والمحررين ولا تحرص على تدريبهم وإكسابهم المهارة في أساسيات العمل الصحفي الجيد، فتوقع نفسها وتوقع كتابها معها في مواقف لا تسر أبدا. قبل أيام اتصل بي الدكتور إبراهيم الحنيشل المدير العام لبنك التسليف والإدخار يصحح ما ورد في إحدى مقالات أفياء؛ تعقيبا على خبر منشور في إحدى الصحف عن البنك فحواه (موافقة البنك على منح قروض ميسرة لراغبين في الزواج الثاني). وقد نفى الدكتور ذلك الخبر تماما، وأكد لي أن البنك مازال متمسكا بشرط أن يكون المقترض للزواج، يتزوج للمرة الأولى أو يكون أرملا أو طلق زوجته قبل الدخول، أما المطلق بعد الدخول فلا يقرض لزواج جديد؛ كي لا يكون البنك مشجعا على الطلاق عند تيسيره تكرار الزواج. وإني إذ أشكر الدكتور إبراهيم الحنيشل على اتصاله وحرصه على تصحيح الأخبار الكاذبة، أجدني في حرج ليس مع بنك التسليف والإدخار وحده، وإنما قبل ذلك مع القراء الذين بنوا علاقتهم مع أفياء على أساس من الصدق والثقة، ويهمني أن تبقى تلك العلاقة قائمة على ذلك الأساس الجميل لايشوهها شيء. بعض من تنقل عنهم أحيانا أخبار محرفة أو غير صحيحة، يلومون الكتاب الذين يعلقون على تلك الأخبار قبل أن يتحروا عن صدقها ويستوثقوا من الجهة نفسها الصادر الخبر عنها، لكني لا أرى ذلك من واجبات الكاتب، فالكاتب ليست وظيفته نقل الأخبار كي يتحرى صدقها، هو يعلق على ما يقرأ، ويكتب انطباعاته وما يتولد في داخله من ردود أفعال أو رؤى. وعندما يعلق الكاتب على خبر قرأه منشورا في صحيفة محترمة، هو لا يلام إن كان الخبر كاذبا أو محرفا؛ لأنه اعتمد في كتابته على ما هو منشور في الصحف التي تعد مصدرا إخباريا عاما ينقل عنه وينسب إليه. إن الملام الحقيقي هنا هي الصحف نفسها. ويبقى السؤال الآن: ترى لو أن كل جهة نقل عنها خبر كاذب، أو لو أن كل شخص نقل على لسانه كلام محرف، تقدم بشكوى ضد الصحيفة الناقلة لذلك، هل ستبقى الصحف على حالها من عدم المبالاة وغياب الحرص على الدقة وصدق التحري فيما تنقله من أخبار؟. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة