كنت أتهيأ لكتابة احتجاج (ملتهب) بنار الغيظ من الخبر المنشور يوم الثلاثاء الماضي، تحت عنوان (المرور يربط امتلاك المرأة للسيارة بموافقة ولي أمرها)، ونص الخبر: «ألزمت إدارة المرور وكالات ومعارض السيارات اشتراط امتلاك المرأة لسيارة لأي غرض يخدمها بموافقة ولي أمرها»، لكني ولله الحمد طالعني، قبل أن أبدا الكتابة، نفي مدير مرور منطقة الرياض العميد عبد الرحمن بن عبد الله المقبل لما ورد في ذلك الخبر، والذي نشر يوم الأربعاء الماضي، فحمدت الله على السلامة أن كفاني وكفى أخواتي من النساء الغاضبات شر دخول معركة مع مرور الرياض. يقول مدير المرور المتهم بتعليق حق النساء في التملك دون إذن من أحد: «إن نظام المرور يتيح لكل من يحمل هوية وطنية وليس قاصرا أن يسجل المركبة باسمه»، بصرف النظر عن الجنس ذكرا كان أو أنثى، «لأن حقوق الملكية لا تقتصر على جنس دون غيره». وهذا القول هو المتوقع سماعه من أية جهة واعية تتعامل مع شؤون الحياة بتعقل، وليس بعاطفة تبحث عن حل المشكلات بأسهل الطرق، كما يصور ذلك الخبر المنشور. ولم يبق لي بعد هذا التوضيح من العميد المقبل، سوى أن أشكره على مبادرته ببيان الحقيقة، وكشف اللبس الذي وقع فيه الناس بسبب ذلك الخبر المغلوط. هذه الحادثة تدفع بنا إلى الحديث عن الصحافة ومحرريها وما ينشر فيها من أخبار، فغني عن القول إن الصحيفة تكتسب مصداقيتها وثقة القراء بها من خلال صحة ما تنشره من أخبار ومعلومات، إلا أن ما يغلب على الصحف لدينا عدم الاهتمام بهذه الناحية، بحيث تتيح نشر أخبار محرفة ومعلومات مشوهة، بعضها قد يكون مقصودا للإثارة وجذب الناس، وبعضها وهو الأكثر ناجم من سذاجة المحررين وعدم استيعابهم لما يقال، فمعظم المحررين من الشباب الغض الذين لم يتلقوا تدريبا ولا يملكون خبرة سابقة في العمل الصحافي، أو حتى معرفة متينة في أسلوب الكتابة الصحيح، أو ضرورة الاستيثاق والمراجعة والتمحيص، فيأتي ما ينقلونه إلى صحفهم مخالفا للواقع ومحرفا للحقيقة، وربما أوقع الصحيفة نفسها في حرج. وهذه القضية تعيد إلى السطح الحديث عن واجب المؤسسات الصحافية في أن تعنى بصقل مهارات محرريها، وأن تقدم لهم التدريب الذي يحتاجون إليه، وأن لا تقبل مشاركة أحد منهم قبل أن تتوافر فيه المعرفة العلمية اللازمة، ابتغاء ضمان عدم توريط الصحيفة في إحراجات، أو تشويه صورتها بتكرر ما ينشر فيها من أخبار غير صحيحة ومعلومات محرفة. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة