مازال إكمال الدراسات العليا حلما وهاجسا لدى الكثيرين من ذكور وإناث خصوصا من يطمحون لذلك سعيا لتطوير الذات وإرضاء الطموح في النفس بعيدا عن المطامع الأخرى كهدف الحصول على منصب وظيفي أو مكانة اجتماعية يكتسبها بأسبقية حرف الدال لاسمه أو كنيته. وقد فرضت قيود وعراقيل كثيرة أمام الراغبين في ذلك وإن لم تكن شروط القبول فمحدودية الجامعات والمناطق التي يمكن للدارسين الالتحاق للدراسة فيها وخصوصا بعد فتح المجال للدراسة عن طريق برنامج التعليم الموازي للماجستير والدكتوراه والذي عن طريقه تتاح الفرصة للموظفين والموظفات بحكم أن دراسته مسائية ولا تؤثر على الانتظام في العمل الرسمي, وهذا البرنامج يمنح الفرص مقابل رسوم تدفع للجامعة بعد أن يجتاز المتقدمون الشروط التعجيزية للقبول وتتفاوت المبالغ من جامعه إلى أخرى، بعضها وصلت إلى أرقام فلكية حتى بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتحمل الدولة تكاليف التعليم الموازي (المدفوع) بكافة البرامج التي تقدم في الجامعات السعودية لم يتغير الوضع بل زادت إجراءات القبول تعقيدا والمبالغ تدفع قبل الدراسة كضمان في حالة لم تلتزم الوزارة بالتسديد للجامعات. السؤال الملح الذي نطرحه على وزارة التعليم العالي وننتظر إجابته هو: لماذا هذه القيود المبالغ فيها ؟ والتي تمنع المواطن من تحصيل العلم وإكمال دراسته دون هذه المعاناة في القبول وإذا كان العذر بعدم أهلية البعض قياسا على المعدلات للمؤهل السابق فقدراتهم وجديتهم ستتضح في الاستمرارية أو الانسحاب من البرنامج، بمعنى أن الشخص وحده وبجهوده سيثبت جدارته بإكمال الدراسة أو التقاعس، وبذلك يتحمل إخفاقه بنفسه. خصوصا والتحصيل النسبي ليس عادلا في كل الأحوال وقدرات الشخص وحتى درجة اهتمامه تتفاوت تبعا للسن خاصة في مراحل الدراسة، فاهتمام وحرص طالب البكالوريوس لا يماثل طالب الدراسات العليا لأن البعض قد تغيب عنه فائدة التحصيل ورفع نسبة معدله الدراسي وينحصر الاهتمام بمسمى الدرجة العلمية فحسب كما كان الوضع في فترة ماضية بعدم النظر في تقدير المؤهل والاكتفاء بالحصول عليه ليكون لحامله الفرصة في الحصول على وظيفة جيدة. الكثير من دول العالم تتيح للشخص مواصلة دراسته بإجراءات سهلة وميسرة برغم تقدمها العلمي الذي يفوقنا بمراحل لكن ذلك التفوق صاحبه مرونة وتشجيع على التحصيل بعيدا عن التنفير واشتراط مبالغ مالية لا يستطيع دفعها المواطن البسيط، أما أصحاب الأرصدة العالية فالوضع مختلف فمتى ما رغب أحدهم في ذلك فإنه يستطيع بكل يسر وسهولة الحصول عليها من الداخل أو الخارج.. نظام التعليم العالي لدينا يستطيع إيجاد الحلول لهذا الأمر والخروج بتنظيمات للقبول تكفل حقوق الجامعات وكذلك تعطي بدائل تعوض جانب انخفاض المعدلات كإضافة مواد تكميلية كما هو حال بعض الكليات الأهلية الآن وقد تكون الملاذ، لكن نعود إلى مشكلة الرسوم الباهظة فقد سمعنا عن قرب إصدار تنظيم جديد للتعليم عن بعد سبق أن تمت الموافقة عليه من قبل مجلس التعليم العالي الذي يرأسه خادم الحرمين ونحن نرقب صدوره ونتأمل أن يأتي محققا للآمال ومشجعا لنا لمعاودة البحث من جديد عن سبل ميسرة تخدمنا في هذا الجانب على أن تخف القيود في القبول ويتاح لنا في كافة المناطق الفرص بالتساوي دون التركيز على المناطق الكبيرة وإقصاء مناطق الأطراف من تلك الفرص. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة