قدم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة لوحة إبداعية من الخط الجميل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمناسبة انعقاد أول ملتقى لخطاطي المصحف الشريف ينظمه المجمع يقام برعايته الكريمة، تسلمها نيابة عنه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي شهد حفل افتتاح الملتقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في المدينةالمنورة أمس. كما تسلم هدية أخرى من مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا (إرسيكا)، وثالثة من أصغر الخطاطين المشاركين الجزائري محمد همام (14 عاما). وأوضح آل الشيخ أن تسخير الخط العربي لكتابة المصاحف الشريفة بأنواع من الخطوط والفن والجمال يؤصل هوية الأمة بالاعتماد على قرآنها، والاهتمام بمعالم فنونها. وقال مخاطبا الخطاطين المشاركين: «إننا مدينون لكم برعاية هذا الجمال، والحفاظ على هذا المعلم من معالم مدنية الإسلام وحضارة الإسلام، ولذلك جاء هذا الملتقى تكريما لكم لا جمعا لكم، جاء هذا الملتقى رفعا لشأنكم وتذكيرا للناس بما تقومون به لا أن تجتمعوا فقط، وجاء هذا الملتقى ليكرمكم بالالتقاء في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بالقرب من مدارجه عليه الصلاة والسلام، ومدارج صحابته في هذه البقاع المقدسة، فهنيئا لنا بمن يهتم بهذه الأمة وبحضارتها وبفنونها الجميلة المتنوعة التي تحيي في النفس الارتباط والقرب من الله جل وعلا، ثم شكرهم إزاء الرسالة التي يقدمونها». وبين آل الشيخ أن الخط العربي تطور في أنواع شتى بعد أن كان الخط الموزون، ثم صار المنسوب، موضحا أن لعدد من ذوي الفنون في الإسلام اليد الطولى في نهضة الخط العربي في فنونه وأقلامه الستة المتأخرة بخطوط مشرقة صارت مدارس متنوعة، والمدارس في الخط المغربي (مدرسة القيروان والخط الأندلسي والخط الفاسي والخط السوداني أو الأفريقي)، ثم تطور الزمن بعد الدولة العباسية فنشأت خطوط متنوعة كخطوط المدرسة المملوكية والخطوط العثمانية التي أبلت في خدمة النص العربي وخدمة الخطوط العربية بلاء حسنا. ورفع الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة الكاملة للملتقى، وعلى تكريمه بإنابته حضور حفل افتتاح الملتقى. من جانبه، أوضح الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور محمد سالم العوفي أن الملتقى يضم لوحات ومصاحف صاغتها ريشة 225 خطاطا من داخل المملكة وخارجها، ومشاركة 20 جهة حكومية ومؤسسة أهلية، وثلاث حلق عمل، ولوحات 12 من الموهوبين الناشئة. وبين أن المعرض المصاحب يضم مصاحف قديمة وحديثة ومعروضات نادرة وقيمة، وجناحا خاصا بالرسائل العلمية، والمصنفات المشتملة على مباحث الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وجناحا لأدوات الكتابة والأمشاق النموذجية التي كتبها كبار الخطاطين، مثمنا دعم القيادة للمجمع ورعاية مسيرته وأنشطته، رافعا الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على متابعته واهتمامه بالملتقى، ولوزير الشؤون الإسلامية توجيهاته ومتابعته. أما مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور خالد أرن، فعرض بعضا من إنجازات المركز، ومؤكدا أن مشاركة نخبة من خطاطي المصاحف تبادل للآراء والخبرات والتقنيات لخدمة كتاب الله، مقدما شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للملتقى.