مؤشر الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا ب 108 نقاط    الخبر ال 61 عالميا ضمن قائمة المدن الذكية لعام 2025    استطلاع حول منتج استثماري جديد في السوق الموازية    الديوان الملكي: وفاة صاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد آل عبدالرحمن آل سعود    الدفاع الجوي يخرج السرية الثانية لنظام "ثاد" في قاعدة فورت بليس الأمريكية    أمير حائل يطلع على خطط وبرامج جمعية حضارات للتراث    أمير المدينة يستقبل قائد أمن المنشآت    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع الأحوال المدنية بالمنطقة    تعليم الطائف يطلق البرنامج التدريبي التدريس المعتمد على المعايير في مقررات العلوم    الجامعة السعودية الإلكترونية تطلق أول مسرعة أعمال في تكنولوجيا الرياضة    رئاسة الافتاء تصدر كتابا علمياً عن خطر جريمة الرشوة على الفرد ومقدرات الوطن    الصحة القابضة والتجمعات الصحية تختتم حملة "صم بصحة" ب40 مليار خطوة و3.7 مليون فحص خلال رمضان    تدخل جراحي عاجل يُنقذ بصر طفل أصيب بألعاب نارية في عنيزة    رئيس وزراء جُزر سليمان يستقبل الرئيس التنفيذي ل «صندوق التنمية»    جميل للسيارات تتعاون مع شركة جي أيه سي لطرح مركبات الطاقة الجديدة في بولندا    أسماء الفائزين والشخصية الثقافية ل جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال 19    أديرا" و"أرماح الرياضية" توحدان جهودهما لتقديم تجارب لياقة متميزة للضيوف    مصر وفرنسا توقعان سلسلة اتفاقيات للتعاون في قطاعات الصحة والنقل والصناعة    بطاريات جديدة مقاومة للحرارة تُحدث فارقًا في تخزين الطاقة    عسير في خريطة العمارة السعودية.. تعزيز لأصالة البناء وجماليات التصميم    انتظام أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة في مقاعد الدراسة بعد إجازة عيد الفطر المبارك    «سلمان للإغاثة» ينفذ 642 مشروعًا لدعم القطاع الصحي في 53 دولة    الخارجية الفلسطينية ترحب بمخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية في القاهرة    سحب رعدية ممطرة ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    دوري عنيد    الهلال الأحمر بنجران يكشف إحصائيات شهر مارس 2025    لك حق تزعل    اتفاقات مع "قسد" في طريق التعافي بخطوات ثابتة.. سد تشرين والنفط تحت إدارة الدولة السورية    في أسبوع الصحة العالمي.. الأمومة والطفولة تحت الحصار والإبادة.. 90 % من الحوامل والمرضعات بالقطاع يعانين سوء تغذية حاد    6.8 مليون مسافر في ذروة العمرة عبر 4 مطارات بالمملكة    هل هناك رقم مقبول لعدد ضحايا حوادث المرور؟    "الحج" تحدد غرة ذي القعدة "آخر موعد".. و"الداخلية": 100 ألف ريال غرامة تأخر مغادرة الحجاج والمعتمرين    أمير جازان يشهد توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات المجتمعية.. تدشين حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتوحد    الجسر البري السعودي يُشعل المنافسة بين الشركات العالمية    الهلال.. مجد تحول لأطلال    خسارة النصر.. تغربل الهلال قبل النخبة الآسيوية    نقاط التحول    الساعة    ماجد المصري: لم أتوقع نجاح "رجب الجرتلي" الشرير والحنون    في ظهوره الثاني هذا الموسم.. جماهير الاتحاد تشيد بمستوى الأسباني هيرنانديز في ديربي الغربية    "يلو 28".. قمة الوصافة وديربي حائل في أبرز مواجهات الجولة    موهبة عالمية جديدة على رادار الهلال    موجة تفشى الحصبة الحمراء في أمريكا    ماذا بعد العيد؟    "أكيارولي».. قرية إيطالية يشيخ سكانها دون أمراض    رجال الأمن صناع الأمان    الموظف واختبار القدرات    بين النصّ الورقي و الأرشفة الرقمية.. حوار مع إبراهيم جبران    حوارات فلسفية في تطوير الذات    أخضر الناشئين يعاود تدريباته بعد التأهل لكأس العالم    بين التقاليد والابتكار.. أين شريكة الحياة؟    الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنظِّم لقاء معايدة    العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة    استقبل ونائبه المهنئين بعيد الفطر.. المفتي: حريصون على نشر العلم الشرعي بالأحكام العامة والخاصة    صدح بالآذان 40 عاماً .. الموت يغيب المؤذن محمد سراج ليلة العيد    "البصيلي": يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك    سمو أمير المنطقة الشرقية يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك    أمير جازان يستقبل منسوبي الإمارة المهنئين بعيد الفطر المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وبحضور حشد من العلماء والمفكرين والمختصين .. وزير الشؤون الإسلامية يفتتح ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف
نشر في البلاد يوم 27 - 04 - 2011

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ اليوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى 1432ه في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم " ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم " الذي ينظمه المجمع بمشاركة نخبة ممن تشرفوا بكتابة المصحف الشريف ومن المهتمين بعلم الرسم العثماني ، وقضايا الخط العربي وزخرفته .
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى سعادة الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي كلمة أبان في بدايتها أن مسيرةُ كتابةِ المصحف الشريف بلغت مكانةً مرموقةً في منظومة علوم القرآن الكريم، وقد نشأت العنايةُ بهذه المسيرةِ منذ كتابةِ الوحي الكريم، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً من صحابته الكرام عُرِفوا بإتقان الخط، والمعرفةِ بالقلمِ، أُطْلِقَ عليهم كَتَبَةُ الوحي، كما أُطْلِق على الخط الذي كتبوا به، القلمُ المكي، وهو الخطُ الذي كان يُعرف قبل الإسلام في الحجاز بخط الجزم.
ثم تحدث سعادته عن تاريخ كتابة ونسخ المصحف الشريف منذ عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وحتى القرن الثامن الهجري ، وقال سعادته : إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، هذا الصرحُ الشامخ الذي يرعى ما يتصل بالمصحف الشريف من علوم، لَيُسْعِدُه أن ينظِّم هذا الملتقى المباركَ وفَقْ توجيهٍ من المقام السامي ورعاية أبوية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ، فهناك مَعْرِضُ الملتقى الذي يضم لوحاتٍ ومصاحفَ صاغتها ريشةُ مئتين وخمسة وعشرين خطاطاً من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وقد انتُخِب هؤلاء من مجموع مئتين وثمانيةٍ وسبعين خطاطاً رغبوا في المشاركة ، وثمة مشاركاتٌ تمثل عشرين جهةً حكوميةً ومؤسسةً أهليةً ، وثلاثُ وُرَشِ عملٍ، ولوحاتُ اثني عشر من الموهوبين الناشئة . وقد حَفِل المعرِض بمصاحفَ قديمةٍ وحديثةٍ ومعروضاتٍ نادرة قيمةٍ، كما تضمن جناحاً خاصاً بالرسائل العلمية والمصنفات المشتملة على مباحثِ الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وفيه جناحُ خاص بأدوات الكتابة والأمشاق النموذجية التي كتبها كبارُ الخطاطين، كما أن هناك الكتاب الوثائقي والملف المصور (الكاتلوج) اللذين يوثقان المشتركين في الملتقى، ويعرضان نماذج من لوحاتهم وكتابتهم للمصحف الشريف.
وأبان سعادة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى أن المجمع أصدر عدداً خاصاً بالملتقى من مجلته "مجلةِ البحوث والدراسات القرآنية " تضمَّن بحوثاً علميةً رصينة حررها لفيفٌ من أساتذة الجامعات والخطاطين، لها صلةٌ وثيقةٌ بالملتقى، كما أعدَّ المجمع الفيلم الوثائقيَّ: "قافلةَ النور" الذي يرصد نشأة كتابة المصحف الشريف وتطوَّرَها إلى العصر الحاضر وقتَ تَسَلُّم مجمع الملك فهدٍ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ ليسُدَّ هذه الثغرةَ ويُهدي إلى المسلمين في أرجاء العالم كتابَ الله في الحُلَّة القشيبة التي يستحقها من حيث جودةُ الخط، ووضوحهُ، واستيعابُ علاماتِ الإلحاق، وتنفيذُ مراجعاتٍ علميةٍ في غاية الدقة والملاحظة لكل حرف وكلمة منه ، مشيراً إلى أن المجمع خصص موقعُ للملتقى على الشبكة العالمية(الإنترنت) الذي نهض بمهامِّه، وكان حَلْقةَ وصلٍ بين لجان الملتقى والمشاركين داخل المملكة وخارجها.
وأوضح الدكتور العوفي في كلمته أنه في رحاب الملتقى ومن خلال البرنامج الثقافيِّ هناك المحاضراتِ والندواتِ ، وعروضَ تجاربِ ثلةٍ من الخطاطين . وقد انتظم عِقْدُ هذا البرنامجِ في اثنتي عشرة فِقرةً، وسوف يتدارس المشاَركون خلالَها سبلَ النهوضِ بالخط العربي، وكيفَ يمكن استثمارُ الإمكاناتِ التقنيةِ الحديثةِ في ترقيته، كما نتعرَّف على جهود بعض المراكزِ العالميةِ المتخصصة بخدمة المصحف الشريف، والتي تساهمُ في العناية به.
واستطرد أمين عام المجمع قائلاً : إن مجمع الملكِ فهدٍ بذلك يعقد شبكةً من الصلات وتوطيدِ عُرى التعاونِ مع الأفراد والمؤسسات الأكاديميةِ والثقافيةِ ذات الاهتمامِ المشتركِ، كما يتعرفُ الجمهورُ الكريمُ على دور المجمعِ في دعم التقنياتِ الحاسوبيةِ ذات العلاقة بخطوط المصحف، كما يتعرف على جهوده في إدراج بعض علامات الرسم العثماني ضمن الترميز الدَّوْلي، وعلى تجارِبه في إنتاج خطوطٍ حاسوبيةٍ للنص الشريف بمختلف الروايات المتواترة، وعلى مشروعه في استخلاص الخطوط الحاسوبية من الصور الضوئية وهو المعروفُ بنظام مولِّد الخطوط، وبذلك يكون هذا المجمعُ المبارك قد نهض في الوفاء بأهدافه وبعض واجباته تُجاه منظومةِ علوم القرآن الكريم.
ورفع الدكتور العوفي الشكر الجزيل والامتنان لولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على تفضلهم بدعم هذا الصرح الشامخ مجمعِ الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ورعاية مسيرتهِ وأنشطتهِ، وعلى رأسهم خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ عبدُالله بنُ عبدالعزيز، وصاحبُ السمو الملكي الأميرُ سلطانُ بنُ عبدالعزيز وليُّ العهد ونائبُ رئيس مجلس الوزراء، وصاحبُ السمو الملكي الأميرُ نايفُ بنُ عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزيرُ الداخلية حفظهم الله ، كما تقدم سعادته بالشكرِ الجزيل لصاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ عبدالعزيزِ بنِ ماجدِ بنِ عبدالعزيز أمير منطقةِ المدينةِ المنورةِ على اهتمامه بالمجمعِ ومتابعتهِ لأعمالهِ وإنجازاتهِ، واهتمامهِ بالملتقى والحرص على تحقيق أهدافه، كما شكر الدكتور العوفي، معالي الوزير المشرفِ العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ،الذي تابع أعمالَ الملتقى أولاً بأولَ، وزود اللجنة بتوجيهاته السديدة.
وفي نهاية كلمته ، شكر سعادته جميع الزملاء العاملين في لجان الملتقى المتعددة الذين نهضوا بالأعمال المنوطة بهم طوال خمسةَ عشرَ شهراً خلت، بدأب وحماسة وهمَّة عالية، واستشعروا عظمَ المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه هذا الملتقى الدولي ، والشكر والعرفان موصول للجهات الحكومية ، والمؤسسات الأهلية ، والأفراد الذين شاركونا فعالياتِ الملتقى وأوجهَ أنشطتهِ وتجشَّموا عناءَ الأسفار، وحضروا إلينا من داخل المملكة وخارجها، فلهم منا جميعاً كلُّ تقدير وامتنان .
بعد ذلك قدم عرض بعنوان " قافلة النور " الذي يرصد نشأة كتابة المصحف الشريف وتطوَّرَها إلى العصر الحاضر ، ثم ألقى مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) الدكتور خالد أرن كلمة المشاركين في الملتقى عبر في بدايتها عن سعادته بعقد هذا الملتقى في هذه الرحاب الطاهرة تحت مظلة هذا الصرح الإسلامي الرائد والفريد في رسالته وأدائه، ألا وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.
وقال : إن شمل هذه النخبة يلتئم من خطاطي المصاحف والقائمين على خدمتها من مختلف الجوانب في عالمنا الإسلامي لأول مرة في هذا الملتقى الكبير من مشارق الأرض ومغاربها في ظلال المسجد النبوي الشريف ليقدموا ويقوّموا عطائهم وإنجازاتهم في خدمة كتاب الله العزيز من خلال المشورة وتبادل الآراء والخبرات والتقنيات للانطلاق نحو آفاق أرحب وأوسع ، منوهاً بالإنجازات الرائعة التي نشهدها في هذا المجمع العتيد ونلمس إشعاعها في شتى بقاع العالم في مجالات البحث والدراسات القرآنية ، والسنة النبوية في منشورات وتسجيلات بأعلى مستويات الدقة، ولاسيما ما يقدمه للملايين من ضيوف الرحمن على اختلاف ألسنتهم من المصاحف الشريفة وترجمات معانيها بمختلف لغات الأرض على مدار العام وفي مواسم الحج من كل عام، إنما هو مثار اعتزاز وتقدير ودعاء بأن يبارك الله تعالى تلك الجهود ويحفظ القائمين عليها سنداً وذخراً للإسلام والمسلمين.
وعرض مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامي (إرسكيا) في سياق كلمته - بعضاً من انجازات المركز في خدمة كتاب الله الكريم من خلال تنظيم العديد من الندوات ، والمؤتمرات الدولية حول ترجمات معاني القرآن الكريم ، ورسم المصاحف في العالم الإسلامي، وتنظيم المسابقات الدولية لفن الخط وظهر جيل جديد من الخطاطين يعُرف بجيل ( ارسيكا ) ، منوهاً بالتعاون والتنسيق القائم بين المركز مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أجل تحقيق المزيد من الخدمات المرجوة في مجال خدمة كتاب الله ، وكتابته وخطه.
وختم الدكتور خالد أرن كلمة المشاركين موجهاً الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - لرعايتهم الكريمة للملتقى ، كما تقدم بالشكر إلى معالي الوزير المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على إشرافه ومتابعته لكل ما يتعلق بالملتقى ، وإلى سعادة الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي ، ومعاونيه الكرام على ما بذلوه من جهود مخلصة لإنجاح هذا الحدث المتميز ، داعياً العلي القدير أن يكلل أعمال الجميع بالسداد والتوفيق .
عقب ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة استهلها بالترحيب بالحضور جميعاً من داخل المملكة وخارجها وممن تشرفوا بخط وكتابة المصحف الشريف كلام رب العالمين ، موجها الشكر لهم على هذا التفاعل وهذه الاستجابة لدعوة المجمع لحضور فعاليات هذا الملتقى العالمي ، مؤكداً أن هذا مؤشر على حرص المؤثرين والمتميزين من أبناء هذه الأمة للعودة بها إلى أصولها وفنونها الجميلة والى معالم حضارتها الأصيلة .
ورفع معاليه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على رعايته الكريمة الكاملة لهذا الملتقى العالمي ، وعلى تشريفه وتكريمه حفظه الله لمعاليه بإنابته حضور حفل افتتاح هذا الملتقى وله حفظه الله الحرص الشديد على نشر هداية القرآن ونشر علومه وجميع ما يختص به من فنون وعلوم وتأصيل ذلك في الأمة فجزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا .
وواصل معاليه قائلا : إن الله - جل وعلا - قد أكرم هذه الأمة أيما إكرام بهذا الذكر قال تعالى {لقد أنزلنا إليكم كتاب فيه ذكركم أفلا تعقلون } أكرمها وجعلها أمة مذكورة بعد أن كانت منسية لا ذكر لها كانت المدنيات والحضارات شرقاً عنها وغرباً عنها وكان قلب العالم جزيرة العرب لا شأن لها ولا ذكر بل هي نسي منسي فأكرمها الله وأكرم امة العرب واللسان العربي بان انزل به هذا القران وجعل هذا القران لساناً عربيا وجعل هدايته لجميع العالمين وجعل كلم العرب وألفاظ العرب وحروف العرب وخط العرب أساسا لقيام حضارة ومدنية إسلامية ستكون عريقة ما بقي التاريخ فانزل الله هذا القران وتأذن بحفظه وكان من لوازم حفظه أن هيأ الله -جل وعلا - له أسبابا ومنها الاهتمام بخطه( ولا تخطه بيمينك ) هو كتاباً أي مكتوب وسيخط باليمين وسيكون ذلك مأرز الاهتمام من هذه الأمة ولذلك لما قامت المدنية والحضارة الإسلامية واجهت الحضارات والمدنيات السابقة بفنونها الجميلة المباحة وغير المباحة ، فكان من اللوازم أن يكون لهذه الأمة بقرآنها تأصيلاً لأمور منوعة تزخر بها المساجد وتدون في الصحائف ، فكان الجمال عند من قبلنا منوعاً لا يخدم الروح وإنما يخدم الجسد والعين وربما الشهوة ، فجاء هذا الإسلام بحضارته الإسلامية فأصل لعلم الجمال معاني أخر ، وأصل لعلم الجمال الذي كان معروفاً عن الاغريق ابعاداً أخرى وكان من معالم ذلك الاهتمام بالخط والاهتمام بالنقش والاهتمام بالنسج ، والاهتمام بفنون أخرى تغذي الروح بجمالها بعد أن آنست العين بحسن تقاسيمها.
واسترسل معالي الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً : لقد اهتمت الأمة أول ما اهتمت في فنون الجمال بخط هذا القرآن العظيم ولذلك كان من رحمة الله تعالى بهذه الأمة بأن جعلها مهتمة بالقرآن الكريم دائرة حولها، وهذا القرآن العظيم به ومنه المبتدأ وإليه المعاد في نهضتنا الشاملة وفيما نريده ونرومه في مستقبل الزمان ، مشيراً معاليه إلى أن الخط العربي تطور في أنواع شتى بعد أن كان الخط الموزون ثم صار المنسوب وكان لعدد من ذوي الفنون في الإسلام اليد الطولى في النهضة بهذا الخط العربي في فنونه وأقلامه الست المتأخرة بخطوط مشرقية صارت مدارس متنوعة وكذلك المدارس في الخط المغربي (مدرسة القيروان والخط الأندلسي والخط الفاسي والخط السوداني أو الأفريقي) فهذه كانت لها مدارس متنوعة ثم تطور الزمن بعد الدولة العباسية فنشأت خطوط متنوعة كخطوط المدرسة المملوكية والخطوط العثمانية التي أبلت في خدمة النص العربي وخدمة الخطوط العربية بلاءاً حسناً .
ووجه معاليه الشكر لجميع خطاطي المصحف الشريف إزاء الرسالة التي يقومون بها تجاه القرآن الكريم ، وقال مخاطباً إياهم : إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مدين بالفضل لكل من أهتم بهذا القرآن ، ومدين بالفضل لكل من يعيد الأمة إلى الإحساس بجمالياتها وبمعالم نهضتها ومدنياتها ، وإن خط المصحف الشريف وتسخير الخط العربي فيما يسخر فيه إلى كتاب المصاحف الشريفة بأنواع من الخطوط وبأنواع من الفن والجمال إن ذلك يؤصل هوية هذه الأمة بالاعتماد على قرآنها ، يؤصل هوية هذه الأمة بالاهتمام بمعالم فنونها، لا شك أننا غزينا وغزيت عقول أبناء هذه الأمة من الفنون لا تمثل غذاء للروح ولا ينظر فيها إلى جمال النفس لأن الخط يبعث من خلاله الرائي والمتأمل إلى جمال بعد الجمال ، جمال النفس ، جمال النظرة ، جمال الإحساس ممن كتب ذلك ، فكيف إذا اجتمع الجمالان جمال القرآن بهدايته ثم جمال خطه وحسن ترتيبه ، لذلك إن الله جميل يحب الجمال ، وجمال سائر هذه الأكوان من بعض آثار الجميل فربها أولى وأجدر عند ذي العرفان .
واسترسل معاليه يقول : إننا مدينون لكم برعاية هذا الجمال ، والحفاظ على هذا المعلم من معالم مدنية الإسلام وحضارة الإسلام ، ولذلك جاء هذا الملتقى تكريماً لكم لا جمعاً لكم ، جاء هذا الملتقى رفعاً لشأنكم وتذكيراً للناس بما تقومون به لا أن تجتمعوا فقط ، وجاء هذا الملتقى ليكرمكم بالالتقاء في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وبالقرب من مدارجه - عليه الصلاة والسلام - ، ومدارج صحابته في هذه البقاع المقدسة ، فهنيئاً لنا بمن يهتم بهذه الأمة وبحضارتها وبفنونها الجميلة المتنوعة التي تحي في النفس الارتباط والقربى من الله - جل وعلا - .
وختم معالي الوزير والمشرف العام على مجمع الملك فهد كلمته شاكراً جميع المنظمين لأعمال هذا الملتقى العالمي الفريد من نوعه في اللجنة التحضيرية خاصاً بالذكر سعادة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي ، وجميع العاملين في مختلف اللجان ، ولجميع الأخوة الذين سيثرون – بإذن الله تعالى – هذا الملتقى بمحاضراتهم وندواتهم وبحوثهم ، سائلاً الله تعالى للجميع التوفيق و السداد .
وعقب انتهاء الحفل الخطابي تسلم معاليه هدية المجمع لخادم الحرمين الشريفين ، وهي عبارة عن لوحة إبداعية من الخط الجميل ، كما تسلم معاليه هدية من مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، وهدية من الخطاط الجزائري محمد همام الشبل وهو أصغر الخطاطين المشاركين في الملتقى .
ثم توجه معاليه يرافقه أمين عام منظمة ا لمؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل أوغلوا ، والحضور إلى مقر معرض الخطاطين المصاحب للملتقى ، حيث افتتح المعرض ، كما أفتتح معاليه المعرض الآخر الخاص بالمؤسسات الحكومية والأهلية المشاركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.