يأيها الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات، بل يا أيها النظام التعليمي والتربوي كاملا اسمعوني، إني أوجه لكم رسالتي هذه فاسمعوني وافهموني. تفكروا في أوضاعي ولاحظوا مستوى تعليمي المتدهور، ألم تفكروا في ذلك من قبل؟ ألم تلحظوا الفجوة التي تتعمق سنة بعد سنة؟ أتعلمون لماذا وصلت إلى ما وصلت إليه؟ أنا سأقول لكم لماذا: لأنكم غيبتم عقلي واستصغرتموني بصفة دائمة وأصبحت أداة تنفذ ما تريدون دون أن أفهم أو أشارك في مسار تعليمي. وإن تصغيركم لمستوى تفكيري واضح بكل أفعالكم وأساليبكم. تعيدون علي المقررات وأظل طوال سنين تعليمي أكرر مواضيع لتضيع مني زهرة سنين عمري وأنا أنتظر أن تنتهي سنين تعليمي، بينما أمثالي في الغرب يستطيعون اختصار سنوات التعليم كل حسب قدراته. لأن أكبر قضية أبتليت بها أنكم تلقنوني ما تريدون أن تقلنوني دون أن أفكر فيما هو ولماذا هو وما علاقته بحياتي، ودونما تطلقوا لعقلي الحرية في التفكير والوصول لما تريدونه لي. لأنكم أصلا لا تعاملوني كفرد مهم وله كامل حقوقه في المجتمع، بل قد يمتد أذاكم لي أن تحقروني وتسكتوني وتسخروا مني ولا تشاركوني في اجتماعاتكم وجلساتكم. لغياب المكتبات والبحث في الكتب، ولم يعد ذكر تصفح الكتب والبحث عن المعلومة إلا في الأفلام و الأساطير، لكن في حياتي فلا ذكر لها. لأنني لا أقوم بأنشطة وممارساة علمية إلا فيما ندر، لم توفروا لي أدوات البحث والاختراع ولا معامل لذلك، بل أصبحت مدرستي جرداء أشبه بسجن أجر إليه جرا، وأهملتم أن تكون مدرستي هي بيئة لمحاولاتي وابتكاراتي ونبوغي. لأن فاقد الشيء لا يعطيه وكيف تعلمونني ما تجهلونه أنتم، بل إنني في بعض أموري مثل البرمجيات أعلم أكثر من جميع أغلبكم. إنكم جعلتموني مادة في حقل تجارب التعليم الذي يعتمد على اجتهاداتكم توجهاتكم ونسيتم أن تستخذوا خبرات واستشارات المراكز العالمية المشهورة. أكبر مسألة كانت أنكم فصلتم مدرستي عن منزلي وشارعي وأصبح كل كلامكم لا يمس حياتي، بل كلام نظري فقط صعب أن أمارسه. م. محمد الشريف