أخذت الأزمة اليمنية منحى آخر، بعد الانقسام الداخلي على المبادرة الخليجية، ففي حين وافق حزب الرئيس علي عبدالله صالح على الخطة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي قبلتها المعارضة بتحفظ، إلا أن هذه المبادرة تصطدم برفض المتظاهرين الذين يريدون رحيل الرئيس فورا. وأكدت اللجنة الإشرافية العليا لثورة التغيير السلمي التي تنسق اعتصامات ساحة جامعة صنعاء في بيان أنها «ترفض رفضا قاطعا أي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري (للرئيس علي عبد الله) صالح وأسرته». وأكد البيان أن اللقاء المشترك المعارض الذي وافق على المبادرة الخليجية بشروط «لا يمثل إلا نفسه» ودعاه إلى «الكف عن الدخول في أي مبادرة أو حوار مع صالح ونظامه وندعوهم إلى الالتحام التام والنهائي بالثورة والمطالبة صراحة بالتنحي الفوري لصالح والمحاكمة العاجلة لنظامه». وأعلن اللقاء المشترك السبت الموافقة على المبادرة الخليجية باستثناء نقطة تنص على تشكيل حكومة مصالحة وطنية بمشاركة صالح. كما دعت اللجنة المتظاهرين إلى «التصعيد وتحديد ساعة الصفر لإسقاط هذا النظام البائد». وتوجهت بالحديث إلى دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدة أن نظام صالح «مراوغ وكذاب ولا يفي بعهوده وأن وجوده أصبح خطرا ليس على الشعب اليمني فحسب بل على المنطقة برمتها». من جهتها، رحبت واشنطن بهذه الخطوة داعية الأطراف كافة إلى البدء «سريعا» بالعملية الانتقالية السياسية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان «نرحب بإعلان الحكومة اليمنية والمعارضة موافقتهما على مبادرة مجلس التعاون الخليجي للخروج من الأزمة السياسية بشكل سلمي ومنظم». أمنيا، قتل خمسة أشخاص بينهم أربعة عسكريين في صدامات بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج جنوب اليمن، على ما أعلن مسؤول في قوات الأمن. والأحد قتل أربعة عسكريين ومسلح في صدامات جديدة بين سكان من العبوس ووحدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل علي عبدالله صالح، الرئيس الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية تطالب برحيله، وفق ما أفاد المسؤول طالبا عدم كشف اسمه. من جهة أخرى، قال مصدر حكومي في محافظة تعز ل»عكاظ» إن المحافظ طلب إقالة قائد الحرس الجمهوري في المحافظة وتحويل مسؤولي الحراسة الأمنية في جامعة تعز للمحاكمة السريعة وذلك جراء اعتدائهم على رئيس جامعة تعز على خلفية إعلانه توقف الدراسة فيها حتى إسقاط النظام، مشيرا إلى أن السلطات الحكومية استجابت لمطالب المحافظ وإقالة قائد الحرس الجمهوري.