اعلنت الرئاسة اليمنية الاثنين ان الرئيس علي عبدالله صالح يرحب بالجهود الخليجية لحل الازمة في بلاده وهو مستعد لنقل السلطة سلميا و"في اطار الدستور"، فيما اكدت المعارضة انها تنظر بعين الحذر الى المبادرة الخليجية مشيرة الى حصول تبدل في صيغتها لمصلحة صالح. وفي المقابل، تظاهر مئات الالاف في صنعاء وتعز (جنوب) والحديدة (غرب) رفضا للحوار مع نظام صالح وللمطالبة بمحاكمته. ولم يشر بيان الرئاسة اليمنية الى قبول صالح بتسليم سلطاته الى نائبه، الامر الذي تنص عليه المبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن. واكد "مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية" في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان الرئاسة اطلعت على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذين اجتمعوا الاحد في الرياض وهي "تؤكد مجددا ترحيبها بجهود ومساعي الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل الاسهام في حل الازمة الراهنة" في اليمن. وشدد البيان على انه "ليس لدى الرئيس اي تحفظ على نقل السلطة سلميا وبشكل سلس في اطار الدستور". وذكر البيان ان اليمن "ستتعامل بايجابية مع هذا البيان (دول مجلس التعاون) كاساس للحوار وبما يجنب اليمن ويلات الفوضى والتخريب واقلاق الامن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي". وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن الاحد ان دول المجلس طلبت من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تسليم صلاحياته لنائبه لحل الازمة في بلاده. وعقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الست في مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دعت دول الخليج العربية حكومة صالح والمعارضة الى عقد اجتماع في المملكة العربية السعودية بهدف الاعداد لانتقال سلمي للسلطة في اليمن. واوضح الزياني معددا الخطوات المطلوبة لحل الازمة هي ان "يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته الى نائب رئيس الجمهورية" عبد ربه منصور هادي، وان يتم "تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الامور سياسيا وامنيا واقتصاديا ووضع دستور واجراء انتخابات". من جهتها، اعلنت المعارضة اليمنية انها تنظر بعين الحذر ازاء المبادرة الخليجية، مشيرة الى ادخال تغيير على صيغتها لمصلحة الرئيس اليمني، والى ان هناك فارقا بين ما طرح من معها في صنعاء وما اعلنه وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض الاحد. وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك الذي تنضوي تحت لوائه احزاب المعارضة البرلمانية "ما زلنا ننتظر ان نتسلم المبادرة الخليجية الجديدة بشكل رسمي، ولدينا بعض الاستفسارات وسنطرحها على السفراء" مؤكدا ان اللقاء "المشترك لم يحدد موقفه حتى الآن". واقر قحطان بوجود فارق في صيغة المبادرة بين ما طرح مع المعارضة من قبل السفراء الخليجيين في صنعاء وما اعلن في اعقاب اجتماع المجلس الوزاري الخليجي في الرياض مساء الاحد. وقال قحطان لوكالة فرانس برس "سنستفسر حول هذا الفرق في الصيغة، قد يكون الفرق اتخذ لاسباب دبلوماسية، وقد يكون هناك اختلاف في الموقف، سنستفسر حول ذلك". وكانت مصادر معارضة ودبلوماسية وخليجية اكدت ان المبادرة الخليجية التي طرحها السفراء الخليجيون في صنعاء تنص بوضوح على تنحي صالح ونقل السلطة الى نائبه. وحول ترحيبه في وقت سابق بالمبادرة الخليجية، قال قحطان "الاولى رحبنا بها، والثانية سنعلن موقفنا منها. ما زلنا متمسكين بالمبادرة الاولى". كما نفى قحطان وجود اي خلافات بين مكونات اللقاء المشترك مشيرا الى انه قد يكون هناك "خلاف لفظي". من جهته، انتقد القيادي في اللقاء المشترك محمد الصبري بشدة صيغة المبادرة الخليجية التي اعلنت في الرياض، كما اعتبر ان بيان الرئاسة اليمنية حول الترحيب بالجهود الخليجية "مفخخ" ويهدف الى "ربح الوقت". وقال الصبري لوكالة فرانس برس ان "الخليجيين اعلنوا ما يمكن تسميته مبادرة نوايا حسنة تجاه علي عبدالله صالح وليس تجاه الشعب اليمني" مشيرا الى ان "العرض الاول كان ينص على ان التنحي الفوري عن السلطة ... بينما البيان الثاني ينص على نقل صلاحيات". وقال "هذا جاء بلغط مثير للجدل، لا يوجد شيء في الدستور اسمه نقل الصلاحيات الى الى نائب الرئيس". واضاف "نرفض الصيغة الاخيرة التي صدرت في الرياض، ونرفض الالتفاف على ما عرض سابقا ولا تفاوض على ذلك". وعن بيان الرئاسة الذي اكد استعداد صالح لنقل السلطة سلميا وبالسبل الدستورية، قال الصبري "هذا تلاعب وبيان مفخخ، الرئيس يحاول ربح الوقت، لكن اليوم في تعز وصنعاء والحديدة مئات الالاف في الطرقات غاضبون من موقف الرئاسة". وعن الدعوة الى الالتقاء في السعودية قال الصبري "هذا كلام غير عملي وغير منطقي" مشيرا الى ان "ما طرح في الرياض مفخخ والتفاف على ما تم الاتفاق عليه مسبقا". وفي هذه الاثناء، تظاهر مئات الالاف في صنعاء والحديدة (غرب) وتعز بحسب مصادر متطابقة رفضا للحوار مع السلطة وللمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح فورا. وهتف المتظاهرون في صنعاء "لا حوار لا حوار، الرحيل هو القرار"، بينما كانوا متوجهين من احدى كليات جامعة صنعاء نحو منزل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي. ورفع المتظاهرون شعارات داعية الى محاكمة صالح، وهتفوا "الشعب يريد محاكمة الرئيس". الى ذلك، اكد متحدث باسم اللجنة المنظمة للاحتجاجات في محافظة الحديدة (غرب) لوكالة فرانس برس ان عشرات الالاف خرجوا في شوارع المدينة الساحلية على البحر الاحمر مطالبين "بالرحيل الفوري للرئيس صالح وبمحاكمته". ولم تسجل مواجهات مع قوى الامن بحسب شهود عيان.