تواصلت الاحتجاجات في اليمن أمس مع إعلان «شباب الثورة» رفضهم أي حل لا يتضمن التنحي الفوري للرئيس علي عبدالله صالح، وتبادل الحكم وأحزاب المعارضة الاتهامات بمحاولة عرقلة المبادرة الخليجية والالتفاف عليها، في وقت أشادت واشنطن بالمسعى الخليجي ورحّبت بموافقة الحزب الحاكم عليها. وأكد المعتصمون في مختلف المدن والمحافظات اليمنية رفضهم المبادرة الخليجية لأنها لا تنص على الرحيل الفوري للرئيس، ونظموا في «ساحة التغيير» في صنعاء بعد ظهر أمس وقفة احتجاجية في شارع الستين تعبيراً عن موقفهم، وهددت «اللجان التنظيمية للثورة» بأنها ستتخذ خطوات تصعيدية في الأيام المقبلة «ستفاجئ النظام». وقالت «اللجان» في بيان «نحن لا نريد الكشف عن أية خطوات، لكننا نؤكد رفضنا أية مبادرات أو حوارات ما لم تتضمن الرحيل الفوري لصالح». وأضافت أن «تحالف أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك لا يمثل إلا نفسه» في إشارة إلى موافقتها على المبادرة الخليجية، مؤكدة أنها تطالب «بتنحي صالح ومحاكمته مع رموز نظامه». ودعا البيان «كل مكونات الثورة من الشباب والأحزاب والمنظمات إلى رفض أي مبادرة أو حوار مع علي صالح ونظامه»، وطالب الجميع «بالتصعيد وتحديد ساعة الصفر لإسقاط النظام البائد»، مؤكداً انه «مراوغ لا يفي بعهوده وأن وجوده أصبح خطراً ليس على الشعب اليمني فحسب بل على المنطقة برمتها وإذا تأخر سقوطه فسيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء وتهديد السلم الاجتماعي». كذلك دعا البيان أحزاب «اللقاء المشترك» إلى «الكف عن الدخول في أي مبادرة أو حوار مع صالح ونظامه، والالتحام التام والنهائي بالثورة والمطالبة صراحة بالتنحي الفوري لصالح والمحاكمة العاجلة لنظامه». وكانت أحزاب المعارضة أعلنت موافقتها على الخطة الخليجية للتسوية لكنها تحفظت عن بند تشكيل حكومة من الجانبين برئاسة صالح. في هذا الوقت، تحدثت أحزاب المعارضة عن قيام السلطة بتحريك وإعادة تمركز وحدات عسكرية موالية للرئيس في صنعاء وعدد من المدن الرئيسة، في حين قرر علي صالح إقالة قائد قوات الحرس الجمهوري في محافظة تعز (جنوب صنعاء) على خلفية اقتحام جنوده مكتب رئيس جامعة تعز وتوقيفه لمدة ساعة أول من أمس ما أثار استياء واسعاً في مختلف الأوساط السياسية والأكاديمية والحقوقية. وفي واشنطن، أشاد البيت الأبيض أول من أمس بمساعي دول مجلس التعاون الخليجي لإخراج اليمن من أزمته داعياً الأفرقاء كافة إلى البدء «سريعاً» بالعملية الانتقالية السياسية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض غاي كارني في بيان «إننا نصفق لإعلان الحكومة اليمنية والمعارضة انهما توافقان على مبادرة مجلس التعاون الخليجي للخروج من الأزمة السياسية في شكل سلمي ومنظم». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة تدعم انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن يلبي تطلعات الشعب اليمني». ودعا كارني «كل الأطراف إلى التحرك بسرعة لتطبيق بنود الاتفاق ليتمكن الشعب اليمني من تحقيق الأمن والوحدة والرخاء التي سعى إليها بشجاعة ويستحقها». من جهة ثانية، استمرت المساعي المبذولة للافراج عن موظف السفارة السعودية في صنعاء سعيد المالكي الذي خطفه السبت مسلحون من قبيلة بني ذبيان بسبب نزاع مالي بين أحد افراد القبيلة ويدعى عبد ربه ناصر حسين السالمي ورجال أعمال سعوديين، بحسب ما ذكر موقع «أخبار مأرب» الإلكتروني أمس. ونسب الموقع الى مصادر قبيلة قولها إن الخاطف، وهو رجل أعمال من محافظة حضرموت، يريد من خلال احتجاز المالكي ممارسة ضغوط على السفارة السعودية لتتحرك باتجاه استعادة ما يدعي أنها حقوقه. وكان رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي أكد ل«الحياة» أول من أمس إن الوزارة تبذل مساعيها مع السلطات الأمنية اليمنية للافراج عن المالكي.