ربما من أجمل ما يحدث في الجنادرية منذ أن بدأت، تلك الندوات التي تقام على هامش المهرجان والتي لها الفضل في إثراء الحوار والنقاش بين أطياف المجتمع دون أن يكون هناك منغصات كما يحدث عادة في معرض الكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام أو في الأندية الأدبية، والتي عادة ما تلغي الندوات، لهروب المفكر أو المثقف من أشخاص يريدون تخريب الندوة حتى لا يتحدث هذا المفكر أو ذاك، مع أنهم يرون أن أفكاره ضحلة وسطحية ولا قيمة لها، ولا تؤثر على المجتمع ومع هذا يحاربونها. في إحدى ندوات الجنادرية طرح موضوع «المواطنة والانتماء في الدولة الحديثة»، ورغم احتدام النقاش في تلك الندوة إلا أني أرى أن الموضوع يستحق أن يطرح دائما إلى أن ينتقل غالبية المجتمع من المفهوم القديم للدولة القائم على «العرق» القبلية أو الأمة إلى الدولة الحديثة التي يتساوى فيها الجميع، فيعمل كل فرد فيها على هذا الأساس دون أن يميز بين ابن قبيلته أو ابن مذهبه وبين الآخر الذي لا ينتمي لقبيلته أو مذهبه. أقول: المفهوم القديم للدولة، لأن الكثير مازالوا يرون أن مفهوم الدولة الحديثة القائم على المواطنة يتصادم مع الإسلام، وبعض المفكرين يتخوفون من أن فكرة الدولة الحديثة قد يطغى على الإسلام، مع أني لا أعرف كيف يمكن لفكرة الدولة/ الوطن الحديث أن يطغى على الإسلام، أو كيف سيحدث هذا؟ فالدولة/ الوطن ينمو بالحق والعدل والمساواة في الفرص لكل أبنائه، الإسلام يطالبنا بهذه الأمور ويلح عليها في الحياة، بل ويذكرنا أن الدول التي اختفت من قبل، كان بسبب إخلالها في هذه الأمور. الدولة الحديثة قائمة على حرية الفرد في إطار القانون، الإسلام يطالبنا بالحرية حتى في المعتقد «لا إكراه في الدين»، الدولة الحديثة ترى أن المعتقد/ المذهب لا دخل له في مواطنتك. خلاصة القول: إن هذا الموضوع أي مفهوم الدولة الحديثة يستحق أن يطرق كثيرا وخارج مهرجان الجنادرية، وأن تقام ندوات عدة وفي كل المدن والمنابر، حتى يتم إلغاء الفكر القديم للدولة القائم على القبلية أو المعتقد، حتى يؤمن الكثير بأن الدولة الحديثة لا تتصادم مع الإسلام، فهي تطالب وتصر على مسألة الحق والعدل والمساواة والحرية في إطار القانون، الإسلام ومنذ 14 قرنا وهو يطرق هذا المجال ويؤكد أن الدول لا تفنى حين تقوم على هذه الأمور. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة