وبما أنني تحدثت عن الوطنية في الأمس، سأكمل في هذا الاتجاه، فقد أرسل لي أحد القراء مقالا للأستاذ إسلام محمود، والذي نشر أيضا في جريدة الوطن، يؤكد فيه ما الذي عناه رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ الدكتور صالح الحصين في تحذيره للدكتور والعامة الذي أنا منهم. فقد فسر الأستاذ إسلام محمود تحذيرات الدكتور الحصين قائلا: «.... فكان إقرار الإسلام بحب الوطن ولكن على ألا يطغى ذلك على الدين، ويقدم عليه، فتحل الرابطة الوطنية محل الرابطة الدينية». لست أدري هل هذا ما عناه رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ الحصين، أم هي اجتهادات من الكاتب نفسه؟ وبغض النظر هل هذا هو رأي الرئيس الدكتور، أم هو اجتهاد من الكاتب، يردده غيره من الكتاب وخصوصا الإخوان المسلمين، فقد كتب أحدهم مقالا بعنوان «لا شيء بمصر»، صحيح أنه لم يستعمل كلمة «لا شيء» واستعمل كلمة وقحة جدا، إلا أنه يضع مصر الوطن مقابل الإسلام. الحق يقال: لا أعرف كيف يمكن جعل الإسلام نقيضا للوطن، أو أن الوطن يمكن له أن يطغى على الإسلام، وبعبارة أوضح: من قال إن الوطن يطغى على الإسلام، أو كيف سيحدث هذا؟ ما أعرفه أن الوطن ينمو بالحق والعدل والمساواة في الفرص لكل أبنائه، وهذا ما يطالبنا به الإسلام في هذه الحياة، فالإسلام يطالب المسلم بالعدل، ويؤكد لنا أن الأوطان والحضارات التي بادت، كانت بسبب أنها تقيم الحد على ضعفائها ولا تحاسب أغنياءها، والأوطان تفسد حين يحدث هذا. الإسلام يطالبنا بالحرية حتى في المعتقد، هذا ما فهمته حين قال الله عز وجل لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم «أو تكره الناس على الإيمان»، أي أن الإيمان بمعتقد ما أو مذهب ما حرية شخصية كفلها الله عز وجل لكل إنسان. نحن أيضا نذكر من يحاول اتهام الإسلام بأنه ضد الآخر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جاره يهوديا وليس مسلما، وأن المدينة كان فيها المنافقين ومع هذا، كان سيد الخلق يدعو قائلا: «اللهم بارك لنا في تمرنا، وبارك لنا مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة ومثله معه»، وهذا يعني أن صاحب الرسالة لم يستثن أحدا من الوطن، ولا هو خصص الدعاء لأهل المدينة المسلمين فقط. متى يعي البعض أن الوطنية لا يمكن لها أن تطغى أو تتصادم مع الإسلام، فكلما حاولت وبوطنية أن تجعل الأوطان أكثر عدلا، حققت ما أراده منك الإسلام في هذه الحياة، حين أكد لنا أننا خلفاء الله عز وجل في الأرض وعلينا أن نقيم العدل للإنسان بغض النظر عن معتقده؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة