كثيرا ما لعبت السياسة على مسألة الدين منذ القدم، ووظفته من أجل أطماع سياسية وتوسعية، والتاريخ مليء بالدماء النازفة من حروب كان ظاهرها دينيا وباطنها أطماعا توسعية وبحثا عن سلطة، وكان كل مرة تأتي حضارة تريد التوسع والتمدد من أجل الإستيلاء على ثروات الشعوب الأخرى، تستخدم الدين في حروبها وأطماعها التوسعية. وكانت الحكومات عبر التاريخ تعرف أن العامة لن يضحوا بحياتهم من أجل أطماع قلة في السلطة، لهذا كانت تمنح حروبها التوسعية صبغة دينية، فيخوض الجنود الحروب على أمل الذهاب للجنة، وكان الجهل في العصور المظلمة يسمح بأن يقنع القادة أفراد الجيشين بأن الله معهما، كما حدث في بداية القرن الرابع الميلادي حين انقسمت المسيحية، وكان هناك فريق يؤمن «بإله واحد» فيما الفريق الثاني يؤمن «بالثالوث المقدس». ولأن العالم غرق بالحروب الدينية، جاء الإسلام ليعلن حرية المعتقد، وأن لا أحد يحق له هدم المعابد ولا الكنائس، لأن العقيدة لا يمكن فرضها بالحروب، فهي مرتبطة بإيمان الفرد، وأنه من المستحيل فرض عقيدة بالسيف فيما هي قائمة على طمأنة القلوب. بل أكد الله عز وجل في كتابه «إن الله لا يحب المعتدين»، أي هو ضد طغيان الحضارات واستغلالها للدين من أجل أطماع اقتصادية، لهذا لا يحق لإنسان أن يعتدي على أحد مهما كانت عقيدته، حتى إن اعتدى أحد على المسلم، لا يحق للمسلم أن يطغى أو يبرر طغيانه بأن يتجاوز، ووضعت الشروط بأن تعتدي بمثل ما اعتدي عليك، أي أنك تدافع عن نفسك ولا تبدأ الحروب والعدوان. آخر من وظف الدين في حروبه لمصالح سياسية، هي إيران التي بدأت تحرك عدة جبهات في العالم العربي جنوب لبنان وشمال اليمن، وكانت السياسة الإيرانية توظف المذهب / الدين كسلاح تعتقد أنه ناجع، لتضغط على الدول العربية حتى يساندوها في ملفها النووي، أو على الأقل لا يعارضوه. لهذا علينا أن ننتبه لما تحاول إيران جرنا له، فهي تريد جرنا للحروب الدينية أو المذهبية لتحقق مزيدا من القلاقل في الأوطان العربية، ولن يساعدها هذا إلا حين يأتي بعض المتحمسين بسذاجة ليخطبوا بالناس يوم الجمعة، يذمون المذاهب ويتطاولون على مرجعيات وإن كنا نختلف معها في رأيها إلا أنه من واجبنا احترامها، لأنه أهل للاحترام ولأن هناك من يحب هذا المرجع ويحترمه ويقدره. أخيرا.. لدينا آية في سورة الأنعام يقول فيها عز وجل: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)، هذه الآية يمكن تحويلها لنص قانوني، فيجرم كل شخص يسب أي مذهب أو أي عقيدة أو أي صحابي أو أي مرجع، وبهذه الطريقة سنمنع تلك الاجتهادات الفردية، سنمنع الخلط بين ما هو سياسي وما هو ديني، وستخسر إيران لأنها لم تجرنا لتحويل الصراع من سياسي إلى ديني. فكروا بهذا الأمر.. من أجل العدل من أجل أوطان متماسكة. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة