عزيزي الكاتب.. لكل صباح أحزانه الخاصة وأفراحه الخاصة، يتم توزيعها على البشر بطريقة لا أحد يعرف كيف تتم؟ فالبعض عادة ينتظرون الفرح من باب التفاؤل «تفاءلوا بالخير تجدوه» ويحدث للبعض ولا يحدث للبقية رغم التفاؤل، البعض الآخر يعتقد أن نصيبه هذا الصباح الفرح، كما كنت أتوقعه إذ كنت في طريقي للأحوال المدنية لأستخرج بطاقة تؤكد أنني أصبحت كائنة مستقلة لها اسمها وشخصيتها وصفتها المستقلة، وكان هذا الأمر كافيا لأن أتوقع أن هذا الصباح أعد لي فرحي الخاص. في مكتب القسم النسائي، وأنا أنتظر الفرح أقصد أنتظر إنجاز معاملتي، وضع هذا الصباح أمامي امرأة ضئيلة الجسد، الحزن يحني ظهرها، خلفها أربعة أطفال أنهك الفقر أجسادهم كما فعل بأمهم. قالت بحزن قديم: «والدي رفض الذهاب معي لعمدة الحي، حتى يمنحني ورقة تمكنني من زيارة زوجي السجين، فأولادي يسألون عنه كثيرا، لأجل الله ساعديني يا بنتي». رغم بكائها الذي اختلط بكلماتها، إلا أن جملتها كانت واضحة وحادة، فسرقت الفرح مني وبدأنا البكاء، حين مضت بدا لي أن الموظفة قاسية جدا، فهي لم تشاركنا البكاء رغم كل هذا الألم. بدا للموظفة غضبي عليها، قالت لي: البعض لم يتعود الحزن لهذا يبكي سريعا، البعض الآخر ولأنه موعود بحزن الآخرين يوميا جفت دموعه من البكاء. قالت أيضا: بالأمس جاءت امرأة تحمل شهادة دكتوراة أستاذة في الجامعة، تود أن تضيف طفلتها «3 أشهر» لبطاقة العائلة، فزوجها تغيب منذ ولادة الطفلة، فأخبرتها أنها غير موجودة في بطاقة العائلة، وأن زوجها قد طلقها قبل عام ويزيد، وأخرجها من البطاقة وأضاف زوجة جديدة، وأنه لا يمكن لها إضافة طفلتها فطلاقها قديم، وأنهم زودوها بالأوراق لتذهب للمحكمة لتتابع قضيتها. تذكرت قصة الطفلة «فاطمة» في أبها التي وصل عمرها ل 8 سنوات وما زالت ضحية «اللعان» بين والدها المفترض كما تقول أمها، وبين الأم، وأن البعض ما زال يحاول إقناع الأب بإجراء فحص «DNA» فيما الأب رفض الفحص، مع أن هذا الفحص سيكشف له هل هذه ابنته أم لا؟ تساءلت بيني وبيني: هل سيحدث لهذه الطفلة ما حدث «لفاطمة» التي إلى الآن لم تسجل في دفتر العائلة؟ عزيزي الكاتب.. لماذا البعض يسرقون الفرح مع أن الصباح كان قد أعد لي فرحي الخاص؟ التوقيع : إنسانة [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة